رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأجل أنها صيرت ذاتها أخيرةً، مع أنه كان يخصها أن تكون هي الأولى:* ثم أن المتواضعين يحبون الأحتقار. ولهذا لم يقرأ في الإنجيل عن مريم البتول أنها ظهرت في أورشليم نهار الأحد المتقدم على آلام أبنها. الذي هو في ذلك اليوم دخل هذه المدينة تلك الدخلة الأحتفالية، وأقتبل من الشعوب الكرامات كملكٍ، بل بضد ذلك في حين موت أبنها ميتة العار. لم تأنف من أن تظهر هي حينئذٍ علانيةً على جبل الجلجلة، محتملةً خزي المعيرة في أنها كانت هي أماً لذاك المحكوم عليه بالموت كمجرمٍ مع اللصوص. ومن ثم قالت هذه السيدة عينها للقديسة بريجيتا في الوحي:" ترى أي شيءٍ أكثر أهانةً وأحتقاراً من أني أسمى حمقاء فاقدة العقل، وأن أكون محتاجةً معوزةً من كل شيءٍ، وأن أعتقد بذاتي أني فاقدة الأستحقاقات أكثر من الجميع، فتواضعي كانت هذه صفته يا أبنتي. وهذا كان نعيمي وفرحي وكل أرادتي التي بها لم أكن أفتكر بشيءٍ آخر سوى في أن أرضي أبني". ثم أن الراهبة باولا المكرمة التي من فولينو قد أختطفت مرةً ما بالروح غائصةً بالتأمل في تواضع مريم العذراء، حيث حصلت على معرفة ذلك بنورٍ سماوي. فلما أخبرت بعد هذا معلم أعترافها عنه منذهلةً من عظم أتضاع هذه البتول فكانت تقول له هكذا: كم هو عظيمٌ تواضع مريم العذراء يا أبتي فيا له من أتضاعٍ فريدٍ، لأنه لا يوجد في العالم كله أدنى درجة من التواضع بالنسبة الى أتضاع هذه السيدة المجيدة. ومرةً ما قد أظهر الرب للقديسة بريجيتا في الرؤيا أمرأتين شريفتين، فأحدهما كانت مزينةً بملابس فاخرةٍ مرتفعة العنق ذات جبروتٍ باطلٍ، وعنها قال الرب للقديسة:" أن هذه هي الكبرياء وأما الأخرى التي أنتِ تشاهدينها برأسٍ منخفضٍ، لطيفة الخطاب، عذبة الكلام مع الجميع، محترمة إياهم، وهي مع الله وحده بعقلها، وتعتبر ذاتها كلا شيء، فهذه هي الأتضاع وتسمى مريم". وبذلك أراد الرب أن يوضح لنا أن والدته الطوباوية بهذا المقدار كانت متضعةً، حتى أنها صارت هي الأتضاع نفسه.* |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رمز الأتضاع |
صورة العذراء مريم تقرأ وتصلى |
الأتضاع : |
حصريا صور العذراء مريم تتعلم وتصلى مع امها القديسة حنه |
أن تحيا بدون المسيح فهذه أكبر مأساة أما ان تموت بدون المسيح فهذه أكبر كارثة |