رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأسبوع الجديد مرتبط بالخليقة الجديدة وبالسماء الجديدة والأرض الجديدة. في الأسبوع الأول خلق الله العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل خالقًا. وجاء السيد المسيح في امتداد اليوم السابع وقال: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17). وقال معلمنا بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو 5: 17). إذن عاد الله يخلق من جديد في اليوم السابع وشفى المفلوج عند بركة بيت حسدا في يوم السبت، وكذلك خلق عينين للمولود أعمى في يوم السبت أي في اليوم السابع. وعندما قام السيد المسيح قام "باكرًا جدًا في أول الأسبوع" (مر16: 2). أي في اليوم الأول من الأسبوع الجديد. أي أنه أعلن الحياة الجديدة وصار باكورة الراقدين في أول الأسبوع الجديد. وصار يوم الأحد هو يوم الرب الذي استراح فيه من عمل الخلاص. فيوم الأحد في الوقت الحاضر هو باكورة الحياة الجديدة. ولكن الأسبوع الجديد بمعناه الشامل سوف يبدأ في القيامة العامة في مجيء المسيح الثاني. لذلك نقرأ في سفر الرؤيا: "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا" (رؤ21: 5). ووصف القديس يوحنا الرسول ما رآه: "رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا" (رؤ21: 1). نحن في يوم الأحد نعيش عربون الأبدية في يوم الرب حيث يقام الاحتفال الرئيسي بالإفخارستيا في أهم أيام الأسبوع. ويهتف الشعب للسيد المسيح (بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف). إننا نصنع التذكار [الأنامنسيس] حسب أمر الرب "اصنعوا هذا لذكري" (لو 22: 19). فالكنيسة في يوم الأحد وبالتحديد في سر الافخارستيا؛ تحتفل بذكرى قيامة الرب وأيضًا بذكرى مجيئه الثاني حيث إن السر يأخذنا فوق الزمن لنحتفل بذكرى ما حدث في الماضي، وما سوف يحدث في المستقبل. ويصلي الكاهن في القداس الإلهي: (فيما نحن أيضًا نصنع ذكرى آلامه المقدسة، وقيامته من الأموات، وصعوده إلى السماوات.. وظهوره الثاني الآتي من السماوات المخوف المملوء مجدًا). ولا عجب في ذلك فإن عربون الأبدية في سر القربان المقدس يرفعنا فوق الزمان لنعايش صلب السيد المسيح وقيامته المجيدة وصعوده ومجيئه الثاني عند استعلان ملكوت السماوات والعرس الأبدي. إن سر الافخارستيا هو عشاء العريس قُدِّم للعروس. وهو العهد الجديد الذي يعلن أن الرباط الزيجي بين المسيح وعروسه الكنيسة هو عهد خلاص بالدم المسفوك على الصليب "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي" (لو22: 20، 1كو 11: 25). ما بين أرض الموعد والأبدية السبت في اللغة العبرية "سابات" معناه "راحة". وقد أوضح معلمنا بولس الرسول أن السبت بمعناه الحقيقي لن يتحقق في اليوم السابع. وبدأ بولس الرسول يربط بين اليوم والراحة بقوله في رسالته إلى العبرانيين: "يعيّن أيضًا يومًا قائلًا في داود: "اليوم" بعد زمان هذا مقداره، كما قيل: اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم. لأنه لو كان يشوع قد أراحهم، لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذًا بقيت راحة لشعب الله،لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضًا من أعماله؛ كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة" (عب4: 7-11). وقوله: "لو كان يشوع قد أراحهم"مقصود به أن أرض الموعد ليست هي أرض الميراث الأبدي. كما أنه بقوله: "يوم آخر" يقصد أن هناك يومًا آخر غير السابع وهو اليوم الأول من الأسبوع الجديد أو اليوم الثامن إذا أضفنا اليوم الأول إلى أيام الأسبوع القديم. وقد أشار القديس بطرس الرسول إلى الحياة الجديدة وارتباطها برقم ثمانية في مسألة تجديد الحياة على الأرض بواسطة نوح الذي أنقذه الله من الطوفان، إذ كتب يقول إن الله "لم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحًا ثامنًا كارزًا للبر، إذ جلب طوفانًا على عالم الفجار" (2بط2: 5). وبالرغم من أن ترتيب نوح بين الآباء الأول ليس هو الثامن من آدم، ولكن الكتاب أشار إلى ارتباط نوح الذي به تم تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى برقم الثامن (أي الثامن من آنوش) فقال عنه: "ثامنًا كارزًا" كما أنه أكّد ارتباط الرقم "ثمانية" بتجديد الحياة مرة أخرى بقوله: "حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبنى، الذي فيه خَلَصَ قليلون، أي ثماني أنفس بالماء" (1بط3: 20). فهو لم يكتفِ بأن يقول إن الذين خلصوا من الطوفان هم عدد قليل، بل حدد العدد برقم "ثمانية". فالارتباط بين الحياة الجديدة ورقم "ثمانية" يؤكّد أن اليوم "الثامن"هو يوم الحياة الجديدة في المسيح الذي هو نوح الحقيقي. وقد وُلدت الكنيسة في حياتها الجديدة في بداية الأسبوع الثامن بعد القيامة. هذا هو اليوم الذي صنعه الرب يقول المزمور 118 "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه. يا رب خلصنا، يا رب سهل طريقنا. مبارك الآتي باسم الرب. باركناكم من بيت الرب. الله الرب أضاء علينا" (مز118: 24-27). ويُقال هذا المزمور قبل إنجيل قداس عيد القيامة المجيد. ونلاحظ اختيار الكنيسة المقدسة لهذا المزمور ليناسب الاحتفال بأفراح القيامة المجيدة. وتشير الكلمات الخاصة باليوم الذي صنعه الرب والذي ينبغي أن نبتهج ونفرح فيه إلى ثلاث مراحل متتالية: * "يا رب خلصنا". * "يا رب سهل طريقنا". * "الله الرب أضاء علينا". إن أفراح القيامة قد تحققت من خلال ثلاث مراحل: * الفداء على الصليب. * الدفن في القبر، وفتح الفردوس، ونقل أرواح القديسين الراقدين على الرجاء من الجحيم إلى الفردوس. * القيامة التي أنارت الحياة والخلود في فجر الأحد. لهذا فقول المزمور "يا رب خلصنا"يشير إلى الخلاص الذي تم بذبيحة الصليب. وقوله "يا رب سهل طريقنا"يشير إلى نقل أرواح القديسين الراقدين؛ من الجحيم إلى الفردوس وهي تسبح مبارك الآتي باسم الرب. وقوله "الله الرب أضاء علينا"يشير إلى نور القيامة الذي أشرق على البشرية مع إشراقة فجر جديد باكرًا جدًا في أول الأسبوع الجديد. وعندما نقول: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب"عن يوم الأحد الذي قام فيه السيد المسيح وصار باكورة للراقدين فإننا نؤكد أن يوم الرب في العهد الجديد هو يوم الأحد وليس يوم السبت كما في العهد القديم. ما بين السبت والأحد "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين" (مر16: 9). لقد ظهر الرب بعد قيامته من الأموات لمريم المجدلية أولًا، وأمرها أن تمضي وتخبر تلاميذه عن قيامته من الأموات. واختار الرب مريم المجدلية بالذات لتكون أول شاهد على القيامة في يوم الأحد، لأن الرب كان قد أخرج منها سبعة شياطين قبل صلبه وموته وقيامته من الأموات. هذه الشياطين السبعة تشير إلى روح التعصب اليهودي الذي كان يعتبر أن ما يعمله السيد المسيح من المعجزات في يوم السبت (اليوم السابع) هو كسر للشريعة الإلهية والناموس الموسوي. فمثلًا حينما شفى السيد المسيح مريض بِركة بيت حسدا في يوم السبت "كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبت. فأجابهم يسوع: أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط. بل قال أيضًا أن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو5: 16-18). وحينما أخرج السيد المسيح من مريم المجدلية سبعة شياطين وظهر لها بعد قيامته في اليوم الأول من الأسبوع الجديد؛ فإن هذا يشير إلى تحرير كنيسة العهد الجديد من عبودية الحرف الناموسية إلى حرية الروح، أي من عبودية الناموس إلى حرية مجد أولاد الله. لقد كان اليوم السابع كيوم للراحة هو رمز فقط ليوم الرب أي يوم الأحد في العهد الجديد. لهذا قال معلمنا بولس الرسول: "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة" (كو2: 16، 17). إن الإيمان بألوهية السيد المسيح وبأنه هو "رب السبت" (مت12: 8) هو الذي يقود الإنسان إلى قبول يوم الأحد باعتباره يوم الرب في العهد الجديد. ولهذا فإن شهود يهوه الذين ينكرون ألوهية السيد المسيح؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود ويرفضون أن يكون يوم الرب هو يوم الأحد. وكذلك الأدفنتست السبتيون الذين انحرفوا في الإيمان بالسيد المسيح وطبيعته الخالية من دنس الخطية؛ يتمسكون بيوم السبت مثل اليهود وينادون بتعاليم عديدة مخالفة للإيمان المسيحي. لقد كانت مريم المجدلية رمزًا للكنيسة في مسألة اليوم السابع واليوم الثامن، وكانت أيضًا رمزًا للكنيسة حينما التقت مع الرب في البستان بعد قيامته وظنت أنه البستاني لأنه هو آدم الثاني، وفي البستان لم توجد الحية القديمة، بل المعلم الصالح، ونادته مريم المجدلية قائلة: "ربوني، الذي تفسيره يا معلم" (يو20: 16). فالحية لم تعد هي المعلّم مثلما حدث في البستان الأول (الجنة) لأنها كانت قد سُمّرت على الصليب فوق الجلجثة حينما حمل السيد المسيح خطايانا مسمّرًا إياها على الخشبة مثلما شرح لنيقوديموس "كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 14، 15). يوم الرب ولأن يوم الأحد صار هو يوم الرب، أي تذكار قيامته من الأموات وانتصاره على الموت لصالح البشرية. ولأن التلاميذ كانوا مجتمعين معًا وقد ظهر الرب لهم لأول مرة وهم مجتمعون في نهاية يوم الأحد الذي بدأ بقيامته وانتهى باجتماعه في العلية مع تلاميذه، حيث عرّفهم بنفسه، وأراهم آثار الجراحات في جسده المصلوب القائم.. لهذا فإن الكنيسة تتذكر دائمًا موت الرب وقيامته في احتفالها بالإفخارستيا أي سر الشكر في يوم الأحد من كل أسبوع. في يوم الرب ننال عطية السلام حينما نسمع الكاهن في القداس الإلهي يقول: (سلام لجميعكم) إنها نفس كلمات الرب حينما منح السلام لتلاميذه في يوم قيامته من الأموات. في يوم الرب نحتفل بالقيامة المجيدة، ويهتف الجميع في القداس الإلهي (بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف. نسبحك نباركك نشكرك يا رب، ونتضرع إليك يا إلهنا). وحتى في القداسات التي تُقام في وسط الأسبوع، نتذكر قيامة الرب ونحتفل بها وننال عطية السلام. إن الأب الكاهن في القداس يبارك الشعب ممسكًا الصليب بيده وهو يقول: "سلام لكم".. أما بعد حلول الروح القدس، وتحوّل القرابين المقدسة إلى جسد الرب ودمه، فإنه يتنحى عن وسط المذبح قليلًا وينحني وهو يقول: "سلام لكم" بمعنى أن الرب الحاضر على المذبح بجسده ودمه هو الذي يمنح السلام نحو الشعب، والكاهن لا يبارك أو يرشم بيده بالصليب، لأن الرب نفسه يكون حاضرًا في الوسط فوق المذبح المقدس، مباركًا ومانحًا السلام للجميع. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آدم هو رأس الخليقة الأولى؛ صورة للمسيح رأس الخليقة الجديدة |
بدء الخليقة الجديدة |
الخليقة الجديدة |
الخليقة الجديدة في المسيح |
حقائق عن الخليقة الجديدة |