رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكان لما فرغ (داود) من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود، وأحبه يوناثان كنفسه ( 1صم 18: 1 ) لا شك أن يوناثان قد اشترك في أفراح الجميع لانتصار داود، ولكن قلبه الكبير وسع شيئاً آخر أكثر من ذلك، فليس مجرد الفرح بالانتصار هو الذي هز أوتار قلبه، بل إن شخص الغالب المنتصر هو الذي جذب نفس يوناثان وعلقها به. قد يسعى شاول لإبقاء داود البطل بجوار شخصه لا محبة فيه، بل لإشباع مجرد العظمة في نفس شاول، أما يوناثان فقد أحب داود حقيقة وأحبه كنفسه، ليس لداعٍ سوى المحبة الخالصة لشخصه. فقد ملأ حب داود فراغاً كبيراً في قلبه ونزع حملاً ثقيلاً عن روحه، إذ ساءت الحالة جداً بتعيير ذلك الفلسطيني الذي أظهر فقر إسرائيل وضعفه عن مقابلة أعدائه، وطالما ملَّت العين من البحث في جميع الصفوف عمن يستطيع أن يقوم بهذه المهمة، ولكن عبثاً تبحث وعبثاً تنقب، فإنه عندما كانت تقع تعييرات الجبار على صفوف إسرائيل، كانوا يرتعدون "جميع رجال إسرائيل لما رأوا الرجل هربوا منه وخافوا جداً" ( 1صم 17: 24 )! نعم جميع إسرائيل هربوا لما سمعوا كلامه ولما رأوا هيئته المُرعبة، ولذلك كان الفراغ كبيراً. |
|