مقدمة
في موكب فريد ومنظر بديع دخل السيد المسيح أُورشليم، راكباً على جحش ابن آتان وحوله جمع غفير، يحملون في أيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون،
أمَّا ثيابهم فقد ألقوها على الأرض، وقد رج صوتهم المدينة وهم يصيحون طالبين الخلاص، حتى الأطفال الصغار انطلقت ألسنتهم بقوة التسبيح فرنَّموا قائلين:
" أوصنا لابن داود ".
لقد صرخ الجميع معترفين بمُلكه، ومقرّين بسلطانه، ونحن في كل وقت نرفع قلوبنا إلى الله، ونمسك بأيدينا أغصان الزيتون رمز السلام وسعف النخيل رمز النُصرة، ونرفع أصواتنا لتدوّي بين الصخور، ونُنادي بعظمة إلهنا ونُرنّم ترنيمة البهجة والخلاص قائلين: " أوصنا لابن داود مُبارك الآتي باسم الرب ".
نعترف بأنَّ
يوم دخول المسيح أُورشليم هو يوم فرح وتمجيد،
فالسمائيون يُمجّدون تنازله، والأرضيون يمجدون ارتفاعه، الشمس تفرح بمجيء شمس البر لكي يُضيء بأشعة حُبّه، والقمر يتهلل بنور مجده، والحيوانات تُسرْ لأنَّ ها على الجحش يتعظم السمائيّ الآتي إلى أُورشليم.
فإلى الله نرفع قلوبنا لكي يسكن فيها ويملك عليها، ملقين ثياب العالم على الأرض، طالبين أن تحمل ضمائرنا أغصان البر والسلام، صارخين مثل الأطفال من أجل خلاصنا.
بشفاعة والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، وجميع مصاف الشهداء والقديسين، ولإلهنا كل مجد وكرامة منذ الأزل وإلى الأبد آمين.