منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 08 - 2021, 05:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,096

يسوع هو الطريق




يسوع هو الطريق

إن صورة "الطريق" مأخوذة من رمز خروج شعب العهد القديم تلبية لنداء الله بالاعتماد على الايمان به لبلوغ أرض الميعاد. وللطريق دورٌ أساسيٌّ في حياتهم، وأمَّا في العهد الجديد فيفتتح يسوع بشخصه وحياته طريقة جديدة حتى سُمِّيت المسيحية "الطريق" (رسل 9: 2). فيسوع هو الطريق المؤدي الى الآب بقدر ما هو نفسه "الحق والحياة"(يوحنا 10: 9).

المسيح هو طريقٌ بنوره، لأنّه إله وإنسان معاً. كإله يقودنا إلى الآب. إنّه لا يُخبرنا عن الطريق. بل إنّه يُصبح لنا الطريق، لأنه لم يعطنا وصايا نصل بها للآب فحسب، بل قدَّم نفسه طريقاً إلى الآب، ندخل به للآب دون أن نخرج من الابن، لأن الابن في الآب. هكذا باتحادنا به نتحد بالآب. لذلك يقول المسيح " اُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم " (يوحنا 15: 4). ويسوع كإنسان ظهر بمثابة موسى الجديد، القائم بدور المرشد والمرافق والقائد كما تُبين ما حدث له على طريق عمواس مع التلميذين "بَينَما هُما يَتَحَدَّثانِ ويَتَجادَلان، إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما وأَخذَ يَسيرُ معَهما" (لوقا 24: 15). فهو لا ينصحنا ويُرشدنا فحسب. بل إنّه أيضا يسير معنا بروحه خطوة فخطوة، ويؤيّدنا بقوّته ويأخذ بأيدينا ويقودنا؛ كما سار الله مع يشوع بن نون "الرَّب هو السائِرُ أماَمَكَ، وهوِ يَكوَن معَكً ولا يُهمِلكَ ولا يَترُكُكَ، فلا تَخفْ ولا تَفزَعْ" (تثنية الاشتراع 31، 8)، وسار على طريق الصليب لدخول المجد كما قال لتلميذي عماوس "أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟ (لوقا 24: 26). ودعا البشر لاتباعه "النُّورُ باقٍ معَكم وقتاً قليلاً فَامشوا ما دامَ لَكُمُ النُّور"(يوحنا 12: 35). ويُعلق القدّيس رافاييل أرناييز بارون " يا ربّي يسوع، كم أنت طيّب! أنت تصنع كلّ شيء بطريقة رائعة. أنت تدلّني على الطّريق وتريني الهدف. الطّريق هو الصّليب العذب، والتّضحية والتخلّي عن الذات. وما الهدف؟ الهدف هو أنت، ولا أحد سواك. الهدف هو امتلاكك أبديًّا في السماء، مع مريم، ومع الملائكة وجميع القدّيسين"(كتابات روحيّة، 12/04/1938).

إنه الطريق بتعاليمه كما جاء في تصريح بطرس الرسول "يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟"(يوحنا 6: 86)، وهو الطريق بمثاله أيضا كما أعلن بطرس "ترَكَ لَكم مِثالاً لِتقتَفوا آثارَه" (1بطرس 2: 21)، وهو الطريق خاصة بذبيحته “فما أَولى دَمَ المسيحِ، الَّذي قَرَّبَ نَفْسَه إلى اللهِ بِروحٍ أَزَلِيٍّ قُرْبانًا لا عَيبَ فيه، أَن يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأَعمالِ المَيْتَة لِنَعبدَ اللهَ الحَيّ! (عبرانيين 9: 14)، واخير يسوع هو الطريق بروحه كما صرَّح “متى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه لِأَنَّه لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه بل يَتَكلَّمُ بِما يَسمَع ويُخبِرُكم بِما سيَحدُث"(يوحنا 16: 13).

إنه الطريق الذي فيه تتحقق كل الوعود الإلهية كما جاء في تعليم بولس الرسول "إِنَّ جميعَ مَواعِدِ اللهِ لَها فيه ((نَعَم)). لِذلِك بِه أَيضًا نَقولُ لله: ((آمين)) إِكرامًا لِمَجْدِه" (2 قورنتس 1: 20). ويفتح ملكوت السماوات للمؤمنين ولا يستطيع أحد أن يأتي إلى الآب إلاَّ به، ولا إلى معرفته ما لم يخبره الابن عنه. "لا يستطيع أحد أن يأتي إليّ ما لم يجتذبه الآب" وأيضًا: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع" (12: 32).

وأخير يسوع هو الطريق بذبيحته على الصليب. الفاصل بين الانسان، والله ليس البعد بين السماء والارض بل اثم الانسان وخطاياه. ويسوع هو الطريق المقدس كما يصفه أشعيا "يَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس" (أشعيا 35: 8)، لأنه فيه يسير الخاطئ من الأرض الى السماء، ومن حالة الخطيئة الى حالة القداسة ومن العداوة الى المصالحة معه؛ وقد افتتح لنا يسوع هذا الطريق من خلال ذبيحة جسده المقدس لدخول القدس كما جاء في الرسالة الى العبرانيين "لَنا سَبيلاً إِلى القُدْسِ بِدَمِ يسوع، سَبيلاً جَديدةً حَيَّةً فَتَحَها لَنا مِن خِلالِ الحِجاب، أَي جَسَدِه" (عبرانيين 10: 19-20). ويعلق الطوباويّ غيريك ديغني " إذا كنت أيّها الأخ تسير في هذه الطريق، فلا تمل عنها، لئلا تهين الرّب الذي دلّك عليها، وتجعلك تتيه في سبل قلبك. إذا كانت الطريق ضيّقة أمامك فانظر إلى الغاية التي ستوصلك إليها" (العظة الخامسة لزمن المجيء).

ومع المسيح لم تعد الطريق هي الشريعة، بل شخص يسوع المسيح نفسه هو الشريعة كما صرّح يسوع لتلاميذه "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي"(يوحنا 14: 6)، وفيه يتحقق للمسيحيين الفصح والخروج، وفيه ينبغي ان يسيروا في طريق المحبة كما جاء في توصيات بولس الرسول "سِيروا في المَحَبَّةِ سيرةَ المسيحِ الَّذي أَحبَّنا وجادَ بِنَفسِه لأَجْلِنا قُربانًا وذَبيحةً للهِ طَيِّبةَ الرَّائِحة" (أفسس5: 2) وهذه المسيرة تؤدّي الى الآب "لأَنَّ لَنا بِه جَميعًا سَبيلاً إِلى الآبِ في رُوحٍ واحِد" (أفسس 2: 18). مهما كانت الطريق، يسوع معنا فيها ليقودنا إلى الحياة الحقيقية. وإذا كان يسوع هو الطريق فإنه يطلب يسوع منّا أن نسير وراءه كي يوصلنا إلى غايتنا. وباتحاد حياتنا به نتحد بالله فهو سبيلنا الى الآب؛ وهو طريق آمن وأكيد نحو الحياة الأبدية. فكل إنسان يرغب في الحياة، لكن ليس كل أحدٍ يجد الطريق. ويعلق القدّيس غريغوريوس الناريكيّ، راهب وشاعر أرمنيّ" أرجو ألا يجعلني جرح الخطيئة التي يحرّضني عليها الشيطان أضلُّ الطريق إلى الأبد!" (كتاب الصلوات، الصلاة رقم 18).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع الطريق يسوع الحق يسوع فيه الحياة👌🏻
يسوع هو الطريق يسوع هو الحياة يسوع هو الحق
يسوع هو الطريق
يسوع هو الطريق
يسوع هو الطريق


الساعة الآن 05:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025