رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صَدِّقوني: إِنِّي في الآب وإِنَّ الآبَ فيَّ وإِذا كُنتُم لا تُصَدِّقوني فصَدِّقوا مِن أَجْلِ تِلكَ الأَعمال. تشير عبارة "صَدِّقوني " الى شهادة يسوع المسيح لنفسه امام تلاميذه، إذ سبق فقال: " إِن شهِدتُ لِنَفْسي فشَهادتي تَصِحّ" (يوحنا 8: 14)؛ أمَّا عبارة " إِنِّي في الآب وإِنَّ الآبَ فيَّ" فتشير الى تأكيد يسوع على حلول ملء اللاهوت فيه كما جاء في تعليم بولس الرسول "فِيه يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولا جَسَدِيًّا" (قولسي 2: 9)، وهذا دليل على الوحدة بينه وبين الآب، وإنهما واحد من جهة الشرف ووحدة اللاهوت ولا يوجد بينهما اختلاف ولا انقسام. ويُعلق القديس اوغسطينوس "الآب هو الله الذي ليس من الله، والنور الذي ليس من نور، بينما الابن هو إله من إله، نور من نور"؛ لكل أقنوم عمله، فالآب يريد، والابن ينفذ هذه الإرادة ويُعلنها؛ أمَّا عبارة "فصَدِّقوا مِن أَجْلِ تِلكَ الأَعمال " فتشير الى شهادة عمال يسوع المسيح خاصة المعجزات حيث لا أحد يقدر ان يفعل مثل هذه الأفعال ما لم يكن الله معه كما سبق وقال لليهود " لا يَستَطيعُ الابنُ أَن يَفعَلَ شيئاً مِن عندِه بل لا يَفعَلُ إِلاَّ ما يَرى الآبَ يَفعَلُه. فما فَعَلَه الآب يَفعَلُه الابْنُ على مِثالِه " (يوحنا 5: 19). ومن خلال صفاته أعلن المسيح لا سيما بتواضعه ومحبته صفات الآب، ومن خلال أعماله (شفاء، إقامة أموات...) أعلن إرادة الآب نحو البشر، ومن خلال تعاليمه كان الآب يتكلم فيه "لِأَنِّي لم أَتَكَلَّمْ مِن عِندي بلِ الآبُ الَّذي أَرسَلَني هو الَّذي أَوصاني بِما أَقولُ وأَتكَلَّم وأنا أَعلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَه حَياةٌ أَبَدِيَّة فما أَتَكَلَّمُ بِه أَنا أَتَكَلَّمُ بِه كما قالَه لِيَ الآب" (يوحنا 49:12-50). وما أعجب هذه الاعمال وأعظمها قيامته العجيبة. فأعماله تشهد أنه يعمل أعمال أبيه، فأعماله يجب ان تقنع. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " يليق بكم عند سماعكم "أب" و"ابن" ألاَّ تسألوا شيئًا آخر سوى تأكيد العلاقة في الجوهر، ولكن إن كان هذا غير كافٍ لكم لتأكيد الكرامة المشتركة والجوهر المشترك فتعلموا هذا من الأعمال ". |
|