رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخشبة و القذى (3) في البشارة للقديس متى الاصحاح السابع "«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" مت1:7-5 إذاً ما العمل في كل هذا الخشب الذي يملأ عيوني و يؤذيها و في نفس الوقت يحجب رؤيتي للرب و لكل شئ مضئ في الحياة؟ و إذا وُجد حل لي فتخيل المطلوب لباقي الإنسانية؟ ماذا سنفعل بكل هذه الأخشاب. كما قلت أمس أن الرب يسوع لديه الحل لهذه الأخشاب التي تؤذيك و تؤذيني! حبيبنا يسوع أخذ كل هذه الأخشاب و صنع منها صليب و حمله عنا و تحمل كل ألمها و أبطله حتى لا تؤذينا هذه الأخشاب إلى الأبد! إلى هذا الحد يُحبنا إلهنا. و نتيجة هذا العمل العظيم الذي قام به الرب يسوع على الصليب فأنا و أنت تحررنا و لا توجد أخشاب أو حتى قذى في عيوننا و تخلصنا من الألم و إستعدنا رؤيتنا و نورنا الكاملين الذين خُلقنا بهما! لا ألم بعد اليوم و لا إحتياج حتى للمُسكنات! و لا عمى إلى الأبد حيث يقول الكتاب "إِذًاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" 2كو17:5! ما أمجد الرب إلهنا! الغريب في هذا العالم الجديد أن الخشب لم يختفي من عيني أنا فقط بل من كل العيون. و كأن هذا ما أراد الرب أن يقوله لنا عندما ذكر "أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" لأنه يعرف إنه عندما نجد الحل لخطايانا و الخشب الذي في عيوننا فإننا سندرك أن هذا الحل هو للعالم كله حيث يقول الكتاب "وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا" 1يو2:2. و بالتالي فبنفس الإيمان في كفارة الرب يسوع الذي أخرج الخشب من عيوني أؤمن أنه أخرج أيضاً الخشب من عيون كل الناس و بالتالي "الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" و الكل صار طاهراً و نيراً و من هنا من الصعب جداً أن يدين المؤمن أي شخص أخر لأنه ببساطة يرى الناس كلهم طاهرين! لا عجب إذاً أن يقول لنا الكتاب المقدس "كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِرًا، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ" تي15:1 و هو تماماً ما يقوله الرب يسوع في المثل المذكور هنا. فإذا كنت مستاء من العالم و من الخطايا التي فيه اليوم فإن الحل الوحيد هو أن تذهب لحامل خطايا العالم فهو الذي سيُزيل عدسة الخطية من عينيك و بالتالي سترى العالم كله "حَسَنٌ جِدًّا" تك31:1 كما خلقه الرب منذ البدء. و لا عجب أيضاً أن يقول لنا الرب إنه بالدينونة التي نُدين بها الناس نُدين أنفسنا لأنه إن كنا نرى خطايا الناس فهذا يعني أننا لم نتطهر بعد و بالتالي نُدين أنفسنا بدون أن نشعر! |
|