منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2021, 01:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258



قصص نهايات طيبة مع بداية متعبة




ويحكي لنا الكتاب قصص نهايات طيبة، نذكر من بينها:
1- قصة يوسف الصديق، التي بدأت بخيانة إخوته وقسوتهم، وبيعهم له كعبد، وإشغاله خادمًا في بيت فوطيفار، ثم تلفيق تهمة له، وإلقائه في السجن. ولكن المهم هو النهاية، التي صار فيها أبًا لفرعون (تك 45: 8) والمتسلط على كل أرض مصر، وفرحته بلقاء أبيه وإخوته الذين بكوا بين يديه طالبين المغفرة. حقًا إن نهاية أمر خير من بدايته:

نفس الوضع نقوله عن دانيال والثلاثة فتية:
دانيال القي في جب الأسود. ولكن انتهي الأمر بأن الله أرسل ملاكه فسد أفواه الأسود (دا 6:22). والثلاثة فتية ألقوهم في أتون النار، ولكن انتهي الأمر بأن رأوهم وسط النار بلا أذي، وقد سار معهم رابع شبيه بابن الآلهة (دا 3: 5).
وانتهي الأمر في القصتين بعبادة الإله الحق، وتمجيده في كل المملكة أكثر من كل آلهة الأمم. حقا أن نهاية أمر خير من بدايته.






ونفس الكلام نقول عن أيوب الصديق الذي تعرض لتجربة قد تفوق احتمال البشر، وفقد أولاده وماله وصحته وكرامته.. وبلغت التجربة ذروتها. ولكن ماذا كانت النهاية؟ يقول الكتاب "ورد الرب سبي أيوب. وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفًا.. وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه.. وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة. ورأي بنيه إلى أربعة أجيال.." (أي 42: 10- 17).. حقًا إن نهاية أمر خير من بدايته.



ويعوزني الوقت أن تحدثت عن النهايات الطيبة التي ذكرها الكتاب في تقديم إسحق محرقة، وفي بناء نحميا لأسوار أورشليم بعد أن تهدمت وأحرقت أسوار المدينة بالنار (نح 1)، وكيف نصره الله أخيرًا. كذلك قصة المسبيين في بابل، وكيف عادوا أخيرًا، بعد أن بكوا على أنهار بابل، وعلقوا قيثاراتهم على الصفصاف، وقالوا كيف نسبح الرب في أرض غريبة (مز 136) كلها نهايات طيبة، نقول فيها أمر خير من بدايته".



نفس الوضع نقوله أيضًا في كل قصص التائبين.
كلما نذكر حياة القديس أوغسطينوس، وكيف بدأ حياة مستهترة ماجنة وكذلك القديس موسى الأسود وكيف بدأ قائلًا قاسيًا. والقديسة مريم القبطية والقديسة بيلاجية، والقديسة سارة، وكيف بدأن بحياة الزنا، وانتهت حياتهن كقديسات عظيمات. ألسنا نقول عن حياة كل من هؤلاء التائبين والتائبات "نهاية أمر خير من بدايته"..
إذن على كل واحد أن يبحث في كل أمر: كيف تكون النهاية؟
كل طريق تسلك فيه أسأل نفسك: ما نهاية هذا الطريق؟ وكذلك فكر بنفس التفكير في كل مشروع تبدؤه، وكل علاقة تكون مع آخرين..
شاب مثلًا يحب فتاة ليست من دينه، عليه أن تفكر ماذا تكون نهاية هذه العلاقة؟ ما مصيرها وما مصيره؟! إنسان يختلف مع زوجته، ويحتدم الخلاف بينهما بلا صلح، فليفكر أيضًا: ماذا ستكون نهاية هذا الخلاف، وإلى أين يقوده؟! شاب يبدأ التدخين، ولو بسيجارة واحدة مجاراة لزملائه، أو تجربة لطعم التدخين، عليه أن يفكر كثيرًا: ما نهاية هذا الأمر.
وبنفس الطريقة في كل ممارسة يمكن أن تتحوَّل إلى عادة.
يسأل الإنسان نفسه: وما نهاية هذه الممارسة؟
بل كل لفظة يقولها، وكل غضب يشتغل في داخله، فليسأل نفسه: وما النهاية؟ وماذا ستكون ردود الفعل وتصرفات الطرف الآخر؟ وإلى أين ينتهي به الغضب؟ وإلى أين تنتهي به الكلمة غير المنضبطة.
ذلك أيضًا في مشكلة تحل بك، لا تيأس ولا تضطرب، بل قل لنفسك "نهاية أمر خير من بدايته".
قُل لنفسك "مصيرها تنتهي"، هذا الموضع لابد ستكون له نهاية. والنهاية في يد الله. والله رؤوف وحنون. وبلا شك "نهاية الأمر ستكون خيرًا من بدايته"..
وهذا اللون من التفكير، لا يكون فقط بالنسبة إلى مشاكلك أنت وحدك، وإنما أيضًا بالنسبة إلى كل مشكلة أو ضيقة تحل بمعارفك وأصدقائك، بل وبالكنيسة نفسها..



لعل فِكر الشهداء والمعترفين أيضًا كانت تدور به هذه الآية:
ما نهاية العذاب والموت؟ أليس هو الوصول إلى العالم الآخر؟ إلى الفردوس، إلى الأكاليل، إلى النعيم الأبدي في نهاية الأمر كله. وهذا بلا شك أفضل جدًا. إذن أين شوكتك يا موت؟ لقد زالت. ونهاية الأمر خير من بدايته..
الأبدية بلا شك هي نهاية أفضل..
العالم الآخر هو عالم أفضل، حيث "ما لم تره عين ولم تسمع به إذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الرب لمحبي اسمه القدوس" (1 كو 2: 9)... والجسد الروحاني السماوي الذي نعيش به بعد القيامة (1 كو 15: 44-49) لا شك إنه أفضل من جسدنا النادي هذا... وفي الأبدية عشرتنا مع الله وملائكته وقديسيه، هي أفضل من جسدنا المادي هذا.. وفي الأبدية عشرتنا مع الله وملائكته وقديسيه، هي أفضل بما لا يقاس من عشرة هذا العالم الحاضر. ووجودنا في عالم كله خير، هو أفضل من وجودنا هنا، حيث يوجد الخير والشر، وحيث يعيش الزوان إلى جوار الحنطة..
إذن الأبدية أفضل. فلماذا نخافها؟ ولماذا لا نستعد لها.





ولعلنا في الضيقات نذكر العتاب الذي قدمه أرمياء النبي لرب المجد قائلًا له "أبر أنت يا رب من أن أخاصمك. ولكن أكلمك من جهة أحكامك: "لماذا تنجح طريق الأشرار؟ اطمئن كل الغادرين غدرًا؟!" (أر 12: 1).
ويجيب القديس أغسطينوس عن هذا السؤال بالنظر إلى النهاية: فيقول إن الأشرار كالخان، يرتفع دائمًا إلى فوق. وفيما يرتفع وتتسع رقعته يتبدد. بينما النار تبقي أسفل، ولكنها ثابتة وقوية.
لذلك فعلَى الإنسان أن يهتم بالنهاية قبل كل شيء، مهما كان بدء الأمر فيه تعب أو ضيق..



نهاية طيبة مع بداية متعبة



الحياة الروحية، تبدأ بالباب الضيق والطريق الكرب (متى 7: 13، 14) , ولكن هذا الضيق يؤدي إلى النعيم الأبدي بينما "واسع الباب، ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك".. ولذلك ما أجمل قول المرتل:
"الذين يزرعون بالدموع، يحصدون بالابتهاج" (مز 125).




إن أعمال الله عجيبة، تَدُل على قوته الفائقة للعقل.. يقف أمامها الإنسان منذهلًا، لا يملك إلا إن يردد عبارة قالها من قبل القديس أيوب الصديق:
"علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر" (أي 42: 2).
إننا نقرأ في الكتاب المقدس عجبًا.. من قصص المعونة، وقصص التوبة وتغيير الحياة، ومن قصص الإيمان أيضًا... حتى ليقف الإنسان منذهلًا، يقول من أعماقه: من كان يظن، أن مثل هذا سيحدث..؟
مَنْ كان يظن؟
خذوا كمثال الطفل موسى..


طفل صغير، ولد في عصر مظلم، وكان محكومًا عليه بالموت قبل أن يولد، وقد أخفاه أبواه خوفًا لمدة ثلاثة أشهر، وإذ لم يستطيعا إخفاءه أكثر، وضعاه في سفط (سبت)، وألقياه عند حافة النهر، في المياه..
مَنْ كان يظن أن هذه الطفل المحكوم عليه بالموت، والملقي في الماء، يصير نبي الله العظيم، وكليم الله..؟!
يصير موسى النبي، الذي نسبت الشريعة إلى اسمه، فيقال شريعة موسى، وناموس موسى.. بل يصير رجل المعجزات والآيات، الذي شق البحر الأحمر بعصاه، وضرب الصخرة فتفجرت ماء، وأنزل من السماء المن والسلوى..!
مَن كان يظن أن هذا المحكوم عليه بالموت من فرعون، يعيش أربعين سنة في قصر فرعون، كأحد الأمراء، ويدعي ابن ابنة فرعون.. ويصبح فيما بعد القوة الجبارة التي يعمل لها ألف حساب..
يصير الإنسان الذي يصرخ أمامه فرعون ويقول أخطأت (خر 9: 27)، ويتضرع إليه أكثر من مرة أن يصلي من أجله، ليرفع الرب عنه الضربات،


مَن كان يظن أن أن الطفل الصغير الملقي مصيره هكذا؟ ولكنها يد الله حينما تتدخل في الأحداث وتدبر مصائر الناس.. إنه اله الذي قال له أيوب الصديق "علمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمر".
قصة الطفل موسى تعطينا دسًا في الرجاء، أن الله يستطيع أن يحول الضعف إلى قوة ويغير المصائر حسبما يشاء..
حقًا إن الله يستطيع أن يعمل أعمالًا عجيبة لا تخطر على بال.
إننا ننظر إلى الحاضر فقط. وقد نرى فيه أمورًا صعبة معقدة، تجلب الحزن أو اليأس. أو قد نرى فيه أمورنا صعبه معقدة، تجلب الحزن أو اليأس. أو قد نرى مخاطر ليس من السهل الخروج منها.. بينما يكون المستقبل، الذي يمسكه الرب في يده، هو غير الذي نراه في الحاضر، غيره تمامًا، وربما عكسه تمامًا.
ليتنا بدلًا من أن نظر إلى الحاضر المُتْعِب الذي أمامنا، ننظر بالرجاء إلى المستقبل المُبْهِج الذي في يد الله..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عبارة محبتك الأولي، تعنى أنه بدًا علاقته مع الله بداية طيبة
لا نهايات للحب
لكل القصص نهايات
قصص نهايات طيبة
نهاية طيبة مع بداية متعبة


الساعة الآن 07:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024