رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن السيد المسيح بقيامته المجيدة من الأموات قد أعلن “الحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا” (1يو1: 2). لذلك قال معلمنا بولس الرسول: “بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود” (2تى1: 9، 10). لقد أبطل السيد المسيح الموت بقيامته من الأموات باعتباره هو “باكورة الراقدين” (1كو15: 20). وقد أنار السيد المسيح الحياة والخلود بنور قيامته “قام باكراً فى أول الأسبوع” (مر16: 9). وبقيامته فى باكر يوم الأحد أشرق فجر جديد على حياة البشرية. لهذا ارتبطت القيامة بالحياة الجديدة فى أول الأسبوع الجديد “وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شئ جديداً” (رؤ21: 5). ويشير معلمنا بولس الرسول إلى ارتباط عهد الختان بالمعمودية، وارتباط المعمودية بعمل الله فى قيامة السيد المسيح من الأموات فقال: “وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه فى المعمودية التى فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذى أقامه من الأموات” (كو2: 11، 12). لقد أعاد الله تجديد الحياة على الأرض بواسطة الطوفان وفلك نوح. وذلك حينما محا الشر الظاهر الموجود فى العالم وخلّص نوحاً وبنيه بواسطة الفلك الذى بناه نوح بالإيمان لخلاص بيته “الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط3: 21). وبعد الطوفان عادت الحمامة إلى الفلك حاملة ورق الزيتون فى منقارها لكى تعلن لنوح أن المياه قد انحسرت عن الأرض وعادت مقومات الحياة مرة أخرى. وكانت الحمامة وورق الزيتون رمزاً لعمل الروح القدس فى المعمودية؛ وفى سر الميرون المقدس يُدْهَن زيت الزيتون الطيب المخلوط بأطياب دفن السيد المسيح التى وجدها الآباء الرسل بعد قيامته من الأموات. إن المعمودية هى بلا شك وسيلة الخليقة الجديدة التى بها نؤهّل لميراث الحياة الأبدية ولهذا قال السيد المسيح: “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو3: 5). وفى المعمودية نلبس المسيح كقول معلمنا بولس الرسول: “لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غل3: 27). أى أننا قد لبسنا بر المسيح ولبسنا الصورة الإلهية لنعود كمخلوقين على صورة الله ومثاله. |
|