رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يحتمل الشعب فى العهد القديم أن يظهر لهم الله على أعلى جبل سيناء ويكلّمهم “وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخّن. ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى تكلّم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت” (خر20: 18، 19). لذلك صار الله يكلّم الشعب بواسطة الأنبياء ولا يتكلم معهم مباشرة وعن ذلك قال معلمنا بولس الرسول: “الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلّمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ” (عب1: 1، 2). أى أمكن أن يتكلم الله مع البشر مباشرة بتجسد ابنه الوحيد. لذلك قال القديس يوحنا الإنجيلى: “والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً” (يو1: 14). من المفهوم طبعاً أن السيد المسيح قد اتخذ طبيعة بشرية كاملة جسداً وروحاً عاقلاً وجعلها فى وحدانية كاملة مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. ولكن مسألة التجسد قد أدت دوراً كبيراً فى تلامس الإنسان مع الله وتآلفه معه وإدراكه لكثير من الأمور التى جعلته يتمتع بمفاعيل الخلاص وينطلق نحو الحياة الروحية التى تؤهله لميراث ملكوت السماوات. لذلك قال معلمنا يوحنا الإنجيلى: “رأينا مجده” (يو1: 14). وقال معلمنا بطرس الرسول: “لأننا لم نتبع خرافات مصنعّة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه؛ بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه فى الجبل المقدس” (2بط1: 16-18). لقد تلامس التلاميذ، الذين هم شهود الإنجيل، مع السيد المسيح بالسمع والنظر واللمس قبل القيامة من الأموات وبعدها، ووصلت ذروة تلامسهم من بعد القيامة إذ أدركوا حقيقة القيامة والحياة الأبدية. لذلك قال القديس يوحنا عن تلامسهم هذا: “فإن الحياة أظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبّركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا” (1يو1: 2). |
|