رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم” (يو20: 17) ارتضى السيد المسيح فى اتضاعه أن يحسب نفسه ضمن إخوته من البشر. لأنه كان ينبغى أن يشبه إخوته فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها. لهذا قال لمريم المجدلية: “اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم” (يو20: 17). فى قوله هذا كان يقصد أن يقول لتلاميذه أن إلهكم (أى الآب) قد صار إلهاً لى حينما أخليت نفسى متجسداً وصائراً فى صورة عبد، وسوف يصير أبى السماوى (الذى هو أبى بالطبيعة)، أباً لكم (بالتبنى) حينما أصعد إلى السماء، وأرسل الروح القدس الذي يلِدكم من الله فى المعمودية. فبنزولى أخذت الذى لكم، وبصعودى تأخذون الذى لى. فمن المعلوم أن أبوة الآب للسيد المسيح شئ وأبوته للبشر شئ آخر. فالسيد المسيح هو ابن الله بالطبيعة (بحسب لاهوته)، أما نحن فأبناء الله بالتبنى. كذلك هناك فرق بين وضعنا كعبيد لله، ووضع السيد المسيح الذى أخذ صورة عبد. فنحن عبيد بحكم وضعنا كمخلوقين.. أما السيد المسيح فهو الخالق الذى أخلى ذاته وتجسد آخذاً صورة عبد، ووُجِد فى الهيئة كإنسان، وصار ابناً للإنسان. الفرق بين كرامة السيد المسيح وكرامة إنسان مثل موسى النبى، شرحه معلمنا بولس الرسول وقال: “فإن هذا قد حُسِبَ أهلاً لمجد أكثر من موسى بمقدار ما لبانى البيت من كرامة أكثر من البيت. لأن كل بيت يبنيه إنسان ما، ولكن بانى الكل هو الله” (عب3: 3، 4). أى أن الفرق فى الكرامة بين السيد المسيح وموسى النبى، هو الفرق بين كرامة الخالق وكرامة المخلوق. |
|