البابا شنودة الثالث
ومن أجل هذا الخلاص دعاء الأنبياء والرسل:
* دعا موسى النبي، حينما كلمه من العليقة (خر 3: 4). وذلك لكي يرسله لخلاص الشعب، وما كان موسى مفكرًا وقتذاك في هذه الدعوة، ولا في السعي لتخليص الشعب، بل اعتذر عن ذلك أكثر من مرة (خر 4: 10، 13).
* ودعا الله أناسًا من بطون أمهاتهم.
كما قال لأرمياء الطفل "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيًا للشعوب" (أر 1: 15). ومثل أبينا يعقوب (رو 9: 1- 13) (تك 25: 23).
ومعلمنا القديس بولس الرسول قال عن دعوته "لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته.."(غل 1: 15). ثم لما حل الوقت المناسب، كان الله أيضًا هو الذي بدأ، فقابله في طريق دمشق، وظهر له بنور مبهر ودعاه (أع 9)
* وجميع رسل السيد المسيح، هو الذي دعاهم، بل قال لهم:
"لستم أنتم اخترتموني، بل أن اخترتكم.."(يو 15: 16).
وأكمل قائلًا "وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم". وكما اختار الرسل الاثني عشر (مت 10: 1)، كذلك اختار السبعين أيضًا (لو 10: 1).
ما فَكَّر بطرس وأندراوس أن يتبعا المسيح، وهما مشغولان بشباكهما. وما فكر متى أن يكون أحد تلاميذ المسيح، وهو موظف في مكان الجباية، وهكذا بالنسبة إلى الباقين.. ولكن الرب هو الذي بدأ بتكوين علاقة ودعاء كل هؤلاء..
"الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم.. وهؤلاء دعاهم أيضًا" (رو 8: 29، 30).
هو الذي يناديك من حيث لا تعلم، وحيث لا تتوقع، ويقول لك "هلم ورائي". وهو الذي يقودك في الطريق، ويمنحك القوة.. المهم أن يكون قلبك مستعدًا.