للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
أنتصار السيد المسيح على الشيطان
دخل الرب يسوع المسيح التجربة على الجبل لحسابنا ومن اجلنا حتى ما يعلمنا ويكون لنا مثالاً حياً للنصرة والخلاص من قوى الشر. فاننا كابناء لله معرضون للحرب مع قوات الظلمة لا سيما كلما أقتربت نهاية الأيام لان أبليس يذيد حربه عالما ان له زماناً يسيراً بعد ، ولكن مخلصنا الصالح الذى تألم مجرباً يستطيع ان يعين المجربين. عب 17:2-18 .
ان الله يريد بالتجارب ان يعلمنا ويدربنا، ولكى نبرهن على طاعتنا الكاملة لله ، وحتى ما نستمر متواضعين فلا ننتفخ ونتكبر. الأنتصار في التجربة ورفض أساليب الشيطان الخاطئة دليل محبتنا لله وبانتصارنا توهب لنا الأكاليل السمائيه .
لا تخافوا اذا يا أحبائى لان التجارب هى المجال المناسب لتجلى المسيا المصلوب فى حياتنا ، وأثبتوا فى الايمان حتى تنتصروا وتأتى لكم الملائكة لتخدمكم وتسحق الشيطان ونكتشف قوة الله ويعلن ملكوته بكم وتكتشفوا ضعف الشيطان وانهزامه امام قوة الله وتأخذوا بركات لا توازيها سنوات طويله من الراحة والسلامه فالبحر الهادى لا يصنع رباناً ماهراً.
أسباب التجارب فى حياتنا..
ان للتجارب فى حياتنا اسباب متعدده . قد تكون التجربة بسماح من الله او تكون أيضا بسعينا اليها أو بدخولنا فى علاقات خاطئه تكون لنا عواقب وخيمه. وقد تكون بسبب كبرياء الانسان ومفارقة النعمة ليعرف الانسان ضعفه. وقد تكون التجارب لتنقيتنا أو أصلاحنا وصلاحنا وتعلن مجد الله من خلالنا متى كان الانسان باراً . وقد تكون بحسد أبليس وأعوانه فهو عدو كل بر ويريد ان يسقط الانسان معه . وفى كل الحالات يجب ان نصلى ونطلب ارشاد ومعونة الله ونقاوم السقوط ولا نطاوع الشيطان وأفكاره وحيله. ويجب ان نصلى ان لا ندخل فى تجربة ولكن يجب ان نعلم اننا مادمنا فى الحياة فنحن معرضون للتجارب ، يقدّم لنا القدّيس يوحنا الذهبي الفم اسباب متعدده للتجارب منها أولاً: ليعلمك أنك قد صرت أكثر قوّة. ثانيًا: لكي تستمر متواضعًا، فلا تنتفخ بعظمة مواهبك، إذ تضغط التجارب عليك. ثالثاً: لكي يتأكّد للشيطان الشرّير أنك تركته تمامًا وقد أفلتّ من بين يديه. رابعًا: بالتجارب تصير أكثر قوّة وصلابة من الحديد الصلب نفسه. خامسًا: لكي تحصل على دليل واضح للكنوز المعهود بها إليك. فإن الشيطان لا يريد محاربتك ما لم يراك في كرامة أعظم. على سبيل المثال في البداية هاجم آدم، لأنه رآه يتمتّع بكرامة عظيمة. ولهذا السبب أيضًا هيّأ الشيطان نفسه للمعركة ضدّ أيوب لأنه رآه باراً يزكّيه الجميع ويشهد الله على بره . ان التجارب تنقى المؤمن وتعلمه وتهب له آكاليل الانتصار.
نحن نحيا فى القرن الواحد والعشرين الذى يتسم بانه عصر التكنولوجيا والنت والدش والتطور التقنى وفى ذات الوقت هو عصر يتسم بالتغيرات المتسارعه والحروب والاضطرابات المتلاحقة وصراع الافكار والقيم ، كما ان عصرنا هو عصر المادية وسيطرة الميديا والنزعة الأستهلاكية بما تتركه فى النفوس من صراعات ورغبات داخل المجتمع والبيت والنفس البشرية . اننا محاصرون من الصباح حتى ساعات النوم بسيل جارف من المعلومات والأخبار المقلقة والمغرضة والتواصل البناء أو الهدام وترافقنا صراعات المصالح والافكار والاهداف ووسط هذا كله علينا ان نبحر بسفينة حياتنا دون ان تغرق او يصيبها ضرر أو تتراجع أو تتوقف بل علينا ان نعبر تجارب الحياة وضيقاتها وعثراتها وننتصر ونصل الى بر الأمان . ان الانتصار ليس صعبا فنحن لسنا وحدنا فى الجهاد ومادامنا ثابتين فى المسيح فبه نستطيع كل شئ ومنه نستمد القوة والحكمة والنصرة .