رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المؤتمر القبطي: دعا أعيان الأقباط في الوجهين البحري والقبلي إلى عقد مؤتمر لبحث مشاكلهم الداخلية والاجتماعية ومساواتهم بمواطنيهم في كافة الحقوق الوطنية والإدارية، واستقروا أن يكون في أسيوط وخشى البطريرك من وقوع فتنه طائفية يدرها الاستعمار، فكتب للأنبا مكاريوس مطران أسيوط يحذره من هذا الأمر، وحضَّ في كتابة على استعمال الحكمة والتروي حتى لا يحدث ما لا تُحمَد عقباه. فرد المطران بتعهده بمراقبة الموقف وعدم حدوث شيء. واجتمع المؤتمرون في مدرسة أخوان ويصا بموافقة وزارة الداخلية، ولكي يعطوا المؤتمر صفة وطنية وضعوا في صدر القائمة صورة الخديوي عباس حلمي الثاني، وافتتح المؤتمر جلسته الأولى برئاسة بشرى بك حنا يوم الاثنين 6 مارس 1911، ثم توالت الجلسات التي تكلم فيها الأستاذ ميخائيل فانوس حيث تكلم عن سلامة الوحدة الوطنية، وكان منهم أيضًا: اخنوخ فانوس - توفيق بك دوس - مرقس حنا - مرقس فهمي - حبيب دوس، الذي طالب بوضع نظام لمجالس المديريات يكفل التعليم للجميع دون التفريق بين أتباع دين آخر. وبعد انتهاء الاجتماعات توجه بشرى بك حنا وأعضاء لجنة المؤتمر إلى سراى عابدين وقدموا إلى السر تشريعاتي الخديوي نسخه من محاضر الجلسات لرفعها إلى الخديو، وطلبوا أن يتشرفوا بمقابلته شخصيا ليرفعوا إليه مطالبهم ولكن السر تشريعاتى أبلغهم في 27 مارس 1911 أن صاحب العرش لا يرغب في مقابلتهم لأنهم خالفوا أوامر الحكومة. وقد حاول الاستعمار أن يستغل مطالب المؤتمر لمصالحة، وادعى أن الأقباط يشكون من الاضطهاد ولكن عقلاء الأقباط وعلى رأسهم البابا كيرلس الخامس احتاطوا لهذه اللعبة وزودوا المؤتمر بالنصائح الوطنية الخالصة حتى يعود الاستعمار خسران. وما لبثت أن جاءت ثورة 1919 التي شارك فيها المسيحيون وباركها البابا كيرلس الخامس وكان على اتصال مستمر بسعد باشا زغلول، وكان سعد يزوره بين الحين والآخر في البطريركية وشهد له بالوطنية وحب مصر. |
|