رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ترشيح القمص يوحنا للبطريركية: رحل البابا ديمتريوس واجتمع الأساقفة وقرروا تعيين مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية نائبًا بطريركيًا إلى أن يتفقوا على اختيار بطريرك جديد، إلا أن هذا المطران لم يقنع بهذا المنصب المؤقت بل طمع في المنصب بشكل دائم، فرشح نفسه بطريركًا، ولكي يكسب عطف الشعب، شكل لهم مجلسًا مليًا من أربعة وعشرين عضوا واعتمده من الخديوي بقرار حكومي صدر في 29 يناير 1874. وكان هذا المطران يخطو بثقة، بل أن وهبة الجيزاوي كبير كتاب المالية آنذاك استطاع أن يقنع الخديوي بصلاحيته دون غيره للكرسي البطريركي، فأخذ إسماعيل باشا برأيه، واظهر استعداده له متى اجتمعت كلمه الأقباط عليه إلا أن الأساقفة برئاسة الأنبا ايساك أسقف البهسنا والفيوم زاروا وهبه بك هذا في داره، وافهموه أنهم اتفقوا جميعًا على ترشيح القمص حنا الناسخ البراموس بطريركا، كما حملوه بلهجة شديدة مسئولية تأخير الرسامة، وما يترتب عليها من سوء العواقب بالكنيسة والشعب، وقالوا له أنه قد توفي أساقفة قسقام ومنفلوط وأسيوط وقنا واسنا والخرطوم وإنهم يخشون من تأخر الرسامة أكثر من ذلك فلا يجدون فيما بعد العدد الكافي من الأساقفة لتنصيب البطريرك، وصارت مشكلة بين وهبه بك والأنبا ايساك، وما لبث أن مات وهبه بك من الحزن لما فعل، كما حزن إسماعيل باشا على وهبه بك فأرجأ إصدار أمر عال بالرسامة. كانت الكنيسة الحبشية تعانى من بعض المشاكل التي لا يمكن حلها إلا عن طريق البطريرك، لهذا وسط النجاش قنصل روسيا لكي يتدخل ويعجل برسامة بطريرك في مصر عند الباب العالي في الأستانة، وبعد أن درس الباب العالي القضية في الديوان العثماني بالأستانة، كتب السلطان يتعجل الخديوي في سيامة البطريرك، فلم يجد إسماعيل باشا مفرا من التنفيذ بان أعطى الحكومة أوامر بالتنفيذ وعليه التمس الشعب القبطي رسامة القس يوحنا، طلب من الخديوي عن طريق المجلس الملّي إحضاره بمساعدة الحكومة لرسمه بطريركًا، فتم ذلك، وكلفت الحكومة مدير أمن البحيرة بإحضاره، فحضر القمص يوحنا إلى القاهرة وانتخبه البطاركة والأساقفة الأعيان بطريركا للكرازة المرقسية في 23 بابة 1591، 1نوفمبر 1874 باحتفال كبير حضره كبار رجال الأمة والرؤساء الروحيون وكان ذلك في الكنيسة الكبرى في الأزبكية. |
|