نعمته هي التي أتت به إلى بئر سوخار ليتكلم مع خاطئة منبوذة. ولقد سكب الحق بغزارة في قلبها حتى رجعت إلى المدينة خليقة جديدة، وقد صار شخصه الكريم غرضها الأوحد. ولنتأمل طريقه في تلك القصة: لقد كانت المسافة بعيدة للوصول إلى تلك الخاطئة المتألمة، ومع ذلك لم يركب دابة لقطع تلك الأميال الطويلة، بل كان لا بد له أن يسير على قدميه خطوة خطوة حتى وصل مُتعبًا وجائعًا وعطشانًا، وقابلها كمسافر عابر سبيل، وتكلم معها بكل لطف حتى لم تشعر بأي نفور أو خوف في حضرته. حقًا، لقد «حلَّ بيننا»، وحقًا كان في هذا الحلول مملوءًا نعمةً وحقًا. وحاشا لنا أن نسمح لاتضاعه وافتقاره وظروف حلوله بيننا أن تخفي عن نفوسنا مجد شخصه لأنه هو الكلمة؛ الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب.
وما أعلنه لنا دائم وثابت، لأنه هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. وقد قال لنا: «مَنْ رآني فقد رأى الآب». وكم انجذبت عواطفنا إلى الآب منذ أعلنه لنا الرب يسوع الذي حلَّ بيننا! .