![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عطية المحبة ![]() وقد أراد السيد المسيح أن ينقل إلى تلاميذه سعادة الملكوت وذلك بأن يسكب محبة الله فى قلوبنا كقول معلمنا بولس الرسول: “لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رو5: 5). والمقصود هنا هو عطية المحبة الممنوحة لنا من الثالوث القدوس بواسطة الروح القدس الذى يسكب فينا كل المواهب والعطايا الإلهية. فعطية الروح القدس هى عطية الآب وعطية الابن أيضاً. لهذا قال معلمنا يعقوب الرسول إن “كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هى من فوق نازلة من عند أبى الأنوار الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكى نكون باكورة من خلائقه” (يع1: 17، 18). فكل عطية صالحة هى من الآب بالابن فى الروح القدس. ومن ضمن هذه العطايا الإلهية عطية المحبة التى هى من ثمار الروح القدس كقول الكتاب “وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف” (غل5: 22، 23). المحبة التى طلبها السيد المسيح لتلاميذه، ليست هى المحبة الطبيعية البشرية المجردة التى يستطيع سائر البشر أن يمارسوها. لأن “الإنسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله” (1كو2: 14). المحبة البشرية الطبيعية هى محبة مرتبطة بالجسد، وإن تنوعت. ولكن هناك نوع آخر من المحبة الفائقة للطبيعة يمنحها الروح القدس للقديسين. هى محبة سامية لا تتأثر بالعوامل البشرية الطبيعية المجردة. بل هى فوق كل حدود الزمان والمكان والأحداث. هى من النوع الذى لا يسقط أبداً. هى أقوى من الموت: كما قيل عن الشهداء “لم يحبوا حياتهم حتى الموت” (رؤ12: 11). وقيل عنها فى سفر نشيد الأناشيد إن “المحبة قوية كالموت.. لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها” (نش8: 6، 7). المحبة التى بحسب الجسد هى محبة زائلة. ولا يكون لها قيمة إن لم تتقدس بفعل الروح القدس لكى تأخذ بُعداً أبدياً. وتبقى ذكراها المقدسة إلى الأبد. الروح القدس لا يلغى المحبة البشرية ولكنه يسمو بها، ويقدسها، ويرتفع بها بقدرته الفائقة ويصبغها بصبغته السمائية. ثمار الروح القدس هى التى تبقى وتدوم إلى الأبد. ومن ضمن هذه الثمار تلك المحبة الفائقة التى طلبها ثم وهبها السيد المسيح لتلاميذه. |
![]() |
|