![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجد الآب ![]() مجد الآب قال السيد المسيح عن مجيئه الثانى للدينونة واستعلان ملكوت الله: “ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميّز الراعى الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” (مت25: 31-34). وكما قال السيد المسيح إن ابن الإنسان سوف يأتى “فى مجده” قال أيضاً: “فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله” (مت16: 27). وبهذا لم يفرق السيد المسيح بين “مجده” و”مجد أبيه” فى حديثه عن مجيئه الثانى للدينونة. لأن مجد السيد المسيح باعتبار أنه هو ابن الله هو نفس مجد الآب بلا أدنى فرق فى المجد. فالأقانيم الثلاثة متساوية فى المجد الإلهى. وحينما قال السيد المسيح فى مناجاته قبل الصلب: “والآن مجّدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم” (يو17: 5). كان يقصد أن مجده الأزلى هو نفسه مجد الآب الأزلى قبل خلق العالم، وذلك بالرغم من أن السيد المسيح قد أخفى الكثير من مجده فى حال ظهوره فى الجسد حينما أخلى نفسه آخذاً صورة عبد. كذلك نادى السيد المسيح الآب قبيل الصلب قائلاً: “أيها الآب مجّد اسمك. فجاء صوت من السماء مجدّت وأمجّد أيضاً” (يو12: 28). وحينما خرج يهوذا الإسخريوطى بعد عشاء الفصح اليهودى ليذهب إلى رؤساء الكهنة ويصير دليلاً للذين قبضوا على السيد المسيح، قال السيد المسيح: “الآن تمجَّد ابن الإنسان وتمجَّد الله فيه. إن كان الله قد تمجَّد فيه فإن الله سيُمجِّده فى ذاته ويمجِّده سريعاً” (يو13: 31، 32). وفى مناجاته مع الآب بعد تلك الأحداث مباشرة، رفع عينيه نحو السماء وقال: “أيها الآب.. مجّد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً” (يو17: 1). إن مجد الآب هو نفسه مجد الابن لأنه له نفس الجوهر الواحد مع الآب. ولُقِّب السيد المسيح بأنه هو “بهاء مجده” (عب1: 3). فإن كان الابن هو بهاء مجد الآب فكيف نفصل بين مجد الابن ومجد الآب. إن مجد الآب يظهر جلياً للخليقة بواسطة الابن الوحيد، ولهذا نقول فى القداس الغريغورى الذى أظهر لنا نور الآب. وبالإضافة إلى ذلك قيل عن الابن إنه “رب لمجد الله الآب” (فى2: 11). بمعنى أن الابن هو رب أى سيد للخليقة التى تحيا فى مجد الله، وتعكس هذا المجد، فيتمجد الله فيها وبواسطتها. ونحن كثيراً ما نلّقب السيد المسيح بعبارة “رب المجد” التى قالها عنه معلمنا بولس الرسول فى (1كو2: 8). |
![]() |
|