رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يجب الإهتمام بفقدان البرمائيات؟
البرمائيات مهمة للبشر أكثر مما ندركه، وقد انخفض عدد أنواع البرمائيات حول العالم بمعدل سريع بشكل لا يصدق في العقود الأخيرة، ويشكل هذا الإنخفاض تهديدا خطيرا، ولقد تضاءلت المئات من أنواع البرمائيات واختفت في العقود القليلة الماضية، مما يجعلها من أكثر الضحايا تضررا من الإنقراض الجماعي الواسع النطاق الذي قضى على العديد من أنواع الحياة البرية. وترجع هذه الإنقراضات إلى العديد من العوامل، بما في ذلك مبيدات الأعشاب، وفقدان الموائل، والأنواع الغازية والتلوث العام، ولكن الكثير من المشاكل يرجع إلى الفطر العاشق للرطوبة ويسبب هذا الفطر مرضا يسمى داء الفطريات، والذي تسبب في نفوق جماعي للضفادع والعلاجم والسمندل على مدار الخمسين عاما الماضية. يعتبر داء الفطريات مسؤولا الآن عن أكبر خسارة مسجلة في التنوع البيولوجي تعزى إلى مرض ما، وفقا لدراسة رئيسية نشرت في مجلة العلوم، والدراسة التي أجراها فريق من 41 عالما، تمثل أول تحليل عالمي لتفشي المرض، وكشفت أن الفطر دفع أكثر من 500 من البرمائيات نحو الإنقراض، وهو ما يمثل 6.5 في المائة من جميع أنواع البرمائيات المعروفة، وما لا يقل عن 90 من هذه الأنواع تأكد أو يفترض أنها انقرضت في البرية، بينما انخفضت الأنواع الأخرى جميعها بأكثر من 90 في المائة. يقول المؤلف الرئيسي بنجامين شيل عالم البيئة في الجامعة الوطنية الأسترالية لصحيفة نيويورك تايمز، كنا نعلم أن الضفادع كانت تموت في جميع أنحاء العالم، ولكن لم يعد أحد إلى البداية وقام بالفعل بتقييم التأثير، ولقد أعاد كتابة فهمنا لما يمكن أن يفعله المرض بالحياة البرية، وتقول ويندي بالين عالمة الأحياء بجامعة سيمون فريزر التي شاركت في كتابة تعليق على الدراسة الجديدة، إن الفطر هو الآن أكثر مسببات الأمراض فتكا التي عرفها العلم. من المرجح أن الفطر نشأ في شرق آسيا، وفقا لدراسة أجريت عام 2018، ومن المحتمل أن يكون انتشاره بمساعدة البشر، ونظرا لأن المزيد من الناس لا يسافرون حول العالم فحسب، بل ينقلون أيضا المزيد من النباتات والحيوانات في جميع أنحاء الكوكب، فإن هذه الفطريات تتمتع بفرص متزايدة لمهاجمة مجموعات البرمائيات الجديدة. هذه الأزمة مهمة لأسباب عديدة، ولم نخسر فقط بعض الأنواع المدهشة حقا من البرمائيات، ولكن هذه الخسائر تشكل تهديدا متزايدا لأكثر من مجرد البرمائيات، ويمكن أن يتسبب الإنخفاض الكبير في تنوع البرمائيات في تدهور كبير في صحة واستدامة النظم البيئية ككل، والنظام البيئي المتدهور يعني تدهور جودة حياة الإنسان. ويمكن أن تساعدنا البرمائيات بعدة طرق من تقييم الصحة العامة لأنظمتنا البيئية إلى مكافحة الآفات وتنقية المياه والبحث الطبي، وأحد أكبر مساهمات البرمائيات هو دورها كمؤشرات بيولوجية وعلامات تسمح للعلماء بتحديد الحاجة إلى الفحص البيولوجي بوضوح، وأنه بسبب جلدها الرقيق بشكل لا يصدق فإن البرمائيات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. إذا كانت المنطقة بها عدد كبير من البرمائيات التي تظهر عليها علامات المرض، فمن الواضح أن المنطقة ليست صحية كما ينبغي، ويتابع العلماء صحة البرمائيات لتحديد المواقع التي تعاني من عوامل بيئية سلبية، ومن خلال مراقبة هذه العوامل، يمكن للعلماء تحديد المجالات التي تتطلب الإهتمام والمكان الذي ينبغي عليهم إجراء دراساتهم فيه، وبالإضافة إلى ذلك تعد البرمائيات جزءا لا يتجزأ من دائرة الحياة، حيث أنها تستهلك العديد من البعوض والحشرات الأخرى بينما تعمل أيضا كفريسة للحيوانات الأكبر حجما. بسبب شهية البرمائيات للبعوض، فهي قادرة على المساعدة في الحد من انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا، ويمكن أن يساعد إبقاء مجموعات الحشرات تحت المراقبة أيضا في حماية المحاصيل التي قد تتلفها الآفات، والمناطق التي حدث فيها انخفاض كبير في البرمائيات، قد ارتفع بها عدد الحشرات التي تشكل تهديدات متعلقة بالأمراض أو المحاصيل. وجدت دراسة أجريت عام 2014 أنه على الرغم من أن العديد من الأسماك تأكل البعوض، إلا أن السمندل مفيد في التخفيف من تعداد البعوض في الأراضي الرطبة سريعة الزوال حيث لا تستطيع الأسماك البقاء على قيد الحياة، ووجدت دراسة أخرى عام 2014 أن السمندل، بفضل طعامه للحشرات التي تمضغ الأوراق على أرضيات الغابات يمكن أن يساعد في مكافحة تغير المناخ، وتقدم البرمائيات أيضا مساهمات مهمة في الحفاظ على نظافة مياهنا، وعلى سبيل المثال، يمكن للضفادع الصغيرة المساعدة في الحفاظ على المياه النظيفة من خلال التغذي على الطحالب التي قد تسبب تلوثا إذا تركت دون أن تؤكل. فوائد البرمائيات الطبية: يمكن تعديل المركبات الكيميائية التي تفرز من جلد الضفادع بشكل طفيف للمساعدة في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض مثل مرض الزهايمر والسرطان، ويمكن أن تكون المركبات الكيميائية مفيدة أيضا في علاج الإكتئاب واضطرابات النوبات، ويمكن أن تكون فعالة كمحفز لضحايا النوبات القلبية، ويمتلك الضفدع الأسترالي ذو العين الحمراء وأقاربه مركبات كيميائية يمكن استخدامها للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية. ونظرا للمركبات الكيميائية العضوية الموجودة داخل الضفادع فنحن قادرون على تحقيق تقدم في الطب قد يكون مستحيلا بخلاف ذلك، وتوسع البرمائيات قدراتنا البحثية من خلال السماح لنا بمعرفة المزيد عن أجسامنا وبيئتنا مما يمنحنا الوسائل للحفاظ على العديد من جوانب الحياة البشرية والعالم الذي نزدهر فيه. |
|