قرأت عن القديس الأنبا أنطونيوس أن الشيطان أيقظه ذات ليلة لكى بصلى. فلم يقبل القديس نصيحته. و قال له: أنا أصلى حينما أريد , و منك لا أسمع...
فتعجبت من هذا الرد , خصوصا من قديس كهذا !!!
أما أنا فلم أفعل مثله... فأخذت أصلى و أصلى و أنخرطت أكثر و أكثر فى الخدمة حتى أننى شككتت فى أب إعترافى الذى كان يثنينى عما رأيته حبا فى شركة المسيح.
و تسألت: لماذا يفعل معى مثلما فعل الأنبا أنطونيوس مع الشيطان ؟!! و لماذا ينصحنى بهذا التدرج الروحى إذا كنت أرى فى نفسى القدرة على قطع أشواطا روحية فى وقت أقل ؟!!
لكن تساؤلاتى لم تدم طويلا...
لأننى لم أستطع المداومة على الصلاة بالشغف نفسه , فإنقطعت تماما عنها
لقد يأست و فقدت ثقتى بنفسى و بالله
و أدركت أننى سقطت
أدركت أن الشيطان يرفع الإنسان لكى يسقطه
و إن سقط يدفعه إلى اليأس فى شماتة
و اليأس يؤدى إلى الإستسلام لأيدى الشيطان
و هكذا أستطاع الشيطان أن يقنع الكتبة و الفريسيين بأن يسلكوا بأسلوبه فكانوا فى إرشادهم الروحى " يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل , ويضعونها على أكتاف الناس. و هم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم " ( مت 23:4 )
هذه الأحمال دفعت الناس إلى اليأس قائلين: من يقدر على هذا ؟
أما الرسل فلم يفعلوا هكذا. بل رأوا فى قبول الأمم " أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم " ( أع 19:15 ) و أرسلوا إليهم قائلين " لا نضع عليكم ثقلا أكثر , غير هذه الأشياء الواجبة " ( أع 28:15 ) و قال لهم بولس الرسول " سقيتكم لبنا لا طعاما , لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون " ( 1كو 2:3 )
لذا إن أغراك الشيطان بما هو فوق مستواك الروحى ... فلا تقبل
و تذكر قول الرسول " قاوموا إبليس فيهرب منكم " ( يع 7:4 )
و لا تستسلم لليأس فنحن " إن اعترفنا بخطايانا , فهو أمين و عادل , حتى يغفر لنا خطايانا , و يطهرنا من كل إثم " ( 1يو 9:1 ) فهو-له المجد- الذى قال لنا " إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج... " ( أش 18:1 )