إيليا النبي والحطب والنار والمجزرة

[Mary Naeem]

حياة النبي ايليا







الحطب والنار والمجزرة
دعا آحاب الشعب الى لقاء مع ايليا، على جبل الكرمل. فبادر ايليا المجتمعين قائلاً: "إن كان الرب هو الإله فاتبعوه، وإن كان البعل إياه فاتبعوه". فلم يجبه الشعب بكلمة. فأكمل: "أنا الآن وحدي بقيت نبياً للرب، وهؤلاء أنبياء البعل أربع مئة وخمسون رجلاً. فليؤتَ لنا بثورَين، فيختاروا لهم ثوراً، ثم يقطعوه ويجعلوه على الحطب ولا يضعوا ناراً، وأنا أعدّ الثور الآخر وأجعله على الحطب ولا أضع ناراً. ثم تدعون أنتم باسم آلهتكم وأنا ادعو باسم الرب، والإله الذي يجيب بنار فهو الإله" (3 مل 18/22-24).

لا يقتصر الامر اذاً على معرفة أي من الرب الإله أو من البعل هو الأقدر، بل أي منهما هو الله على الاطلاق. لم يترك ايليا أي مجال للشك في أن الايمان بالإله الواحد هو رهان هذا التحدي. هيّأ أنبياء البعل وعشتروت المذبح والذبيحة ودعوا باسم البعل من الصبح الى الظهر وهم ينادون ثم يصرخون "أيها البعل أجبنا" فلم يكن من مجيب ولا مصغ. وكان ايليا يسخر منهم ومن إلههم.

بعد فشل أنبياء البعل، رمّم ايليا المذبح، وضع عليه الذبيحة وصبّ فوقها ماء ودعى باسم الرب قائلاً: "إستجبني يا رب، إستجبني، ليعلم هذا الشعب أنك أيها الرب أنت الإله..." (3 مل 18/37). فهبطت نار "وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب"، فصرخ الشعب: "الرب هو الإله، الرب هو الإله". فقال لهم ايليا: "أقبضوا على أنبياء البعل ولا يفلت منهم أحد". فقبضوا عليهم، فأنزلهم ايليا الى نهر قيشون وذبحهم هناك (3 مل 18/38-40). كانت إبادة الاعداء العادة المتّبعة، بحسب الاعراف والممارسات البدائية القاسية، في القرن التاسع قبل الميلاد.

في ذلك المساء، بعد العودة من جبل الكرمل حيث كان انتصار ايليا عظيماً، اسودّت السماء بالغيوم وهبّت الرياح وهطل مطر غزير. خضع الملك آحاب، على مضض، للأمر الواقع. أما الملكة ايزابيل فلم تخضع. اضطهادها للنبي تجدّد بأكثر حدة. وأرسلت اليه رسولاً يقول باسمها: "كذا تفعل الآلهة بي وكذا تزيد، إن لم أجعل نفسك في مثل الساعة من غد كنفس واحد منهم" (3 مل 19/2).
من جديد كان على ايليا أن يفتّش له في الصحراء عن مخبأ. فاتّجه الى بئر سبع ودخل بعيداً في صحراء مملكة يهوذا. وبعدما جاع وتعب كثيراً نام تحت شجرة. فأرسل الله له ملاكاً ايقظه وقال: "قم فكل، فإن الطريق بعيدة أمامك" الى جبل الله حوريب (سيناء) فنظر فإذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرّة ماء. فأكل ثم أكمل مسيرته. وهو يتذكّر موسى وصعوده الى جبل سيناء.

النبي ايليا الغيور

قصة حياة إيليا النبي - دراما تمثيلية مسموعة _ من قصص الكتاب المقدس

قصة ايليا النبي

قصة النبي إيليا ( الياس الحي) من الكتاب المقدس

فيلم ايليا النبي