ما الذي حدث في تلك الساعات الرهيبة؟ لا أحد يستطيع أن يعرف، ولا حتى في الأبدية سنعرف. لا يوجد سوى الله والرب يسوع المسيح هما اللذان يعرفان حدود الكُلفة الرهيبة العظيمة التي تكلَّفها المسيح على الصليب والذي يعبِّر عنها الرب يسوع بهذه الكلمات. ونحن في تلك الساعات التي تُرك فيها المسيح من الله لا نسمع سوى الصمت، ولا نرى سوى الظلام! فماذا بوسعنا أن ندرك؟ على أنه بعد مرور ساعات الظلام نسمع صرخة تخرج من تلك الغرفة المغلفة بالأسرار، إنها صرخة ربنا المعبود يسوع قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟».
لاحظ أن المسيح لم يَقُل لماذا خانني يهوذا؟ أو لماذا خذلني بطرس؟ أو لماذا خاف الجميع وهربوا؟ إن ما جعل المسيح يصرخ ليس ترْك التلاميذ له، بل تركْ الله له..