منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2021, 06:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,809





سلامة الهدف

سلامة الهدف
أوضح السيد المسيح أن الفضيلة لا تكون صحيحة إلا إذا كان هدفها صحيحاً. وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث؛ أطال الرب حياته: [إن كل فضيلة إن لم تمتزج بالحب والاتضاع لا تحسب فضيلة على الإطلاق].
ففى ممارسة فضيلة الصدقة والعطاء ينبغى أن يكون الهدف هو محبة الله والقريب المحتاج، كما ينبغى أن تمارس هذه الفضيلة بروح التواضع وإنكار الذات، لأن “الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يع4: 6).
لذلك حذّر السيد المسيح من أن يفقد الإنسان أجره، إذا مارس العطاء بدافع حب الظهور أمام الناس لكى يمدحوه.. إنه بهذا يكون قد استوفى أجره من مديح الناس. ولكنه يكون قد أضاع المكافأة السمائية وهى الأهم بكثير. ولو استمر الحال هكذا فما الذى ينتفع به الإنسان إن أضاع كل عمل الخير الذى عمله بسبب بحثه عن مديح الناس؟.
هل مديح الناس سوف يدخله إلى ملكوت السماوات؟! بالطبع لا.. بل بالعكس ربما يعطله عن ذلك. فإلى جوار إنه قد أضاع أجره، يكون معرضاً للسقوط فى الغرور والكبرياء. ومعروف أن الكتاب قد قال “قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح” (أم16: 18).
لا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك
شدد السيد المسيح على أهمية الخفاء فى ممارسة فضيلة العطاء فقال: “وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك” (مت6: 3) وقد قصد السيد المسيح بهذا القول أن يبذل الإنسان قصارى جهده فى إخفاء العطاء الذى يمنحه للمحتاجين.. أن يكون العطاء فى الخفاء إلى أقصى درجة، فلا يعرف به أقرب المقربين إليه.. بل لا تعرّف قلبك ما تفعله يدك.. وذلك لأن القلب يقع فى الناحية اليسرى (الشمال) من صدر الإنسان. ومعنى ذلك أن يفعل الإنسان الخير ولا تمدحه أفكاره فيصير قلبه راضياً عن نفسه.. بل المفروض أن ينسى الخير الذى فعله ويتطلع نحو الخير الذى لم يفعله.. وما أكثره!!
أحياناً يتبرع بعض الناس من أموالهم بدون حساب. أى أن المعطى هو نفسه لا يعرف قيمة المبلغ الذى أعطاه. مثل أن يأخذ كمية من النقود بالبركة ويمنحها لشخص محتاج أو أن تأتيه بركة مالية من الرب فلا يعدها (أى لا يحصيها)، ثم يقوم بتوزيعها على من هو محتاج دون أن يعرف مقدارها.
وأمثال هؤلاء الناس، لا تعرف شمالهم ما تفعل يمينهم.
كان القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم، يقبل التبرعات تحت الوسادة، ثم إذا أتاه محتاج يطلب مساعدة يقول له أن يأخذ ما يحتاجه من تحت الوسادة. أو يأخذ كل ما تحت الوسادة معتبراً أن البركة الموجودة قد أرسلها الرب لهذا الإنسان.
كان القديس الأنبا ابرآم رحيماً جداً بالفقراء دون أن تمدحه أفكاره، أو يمدحه قلبه لهذا السبب، بل كان يتزايد فى عمل الخير باستمرار. وكان الرب يرسل له البركات بغزارة حسب قول الكتاب “النفس السخية هى تسمّن، والمروى هو أيضاً يُروى” (أم11: 25).
كذلك كان القديس الأنبا صرابامون أسقف المنوفية الملقب بأبى طرحة يضع شالاً على وجهه لإخفاء معالمه، ثم يذهب ليلاً إلى منازل المحتاجين ويضع أمام الباب ما يحتاجون إليه ويقرع على الباب ويسرع بالانصراف قبل أن يراه أحد أو يتعرف عليه أحد. ولسبب ذلك أسموه “أبو طرحة” أى من يضع على وجهه ثوباً لإخفائه أثناء مساعدته للمحتاجين.
كان هؤلاء القديسون فى منتهى الحكمة لأنهم لم يطلبوا مجداً من الناس. بل كان الله هو شهوة قلوبهم والعمل على مرضاته هو مسرتهم، ومحبة الآخرين هى دافعهم إلى صنع الخير.
لم يطلبوا من الناس تعويضاً عن عطاياهم سواء بالمديح أو بالمعونة ولكن الرب كان يحرك قلوب الكثيرين ليقدموا لهم العطايا لمزيد من صنع الخير والتوزيع “لأنه بذبائح مثل هذه يُسر الله” (عب13: 16).
لم يهتم هؤلاء القديسون كثيراً بإقامة الأبنية الفخمة، ولكنهم تركوا سيرة عطرة ومنحهم الرب مواهب الشفاء وصنع المعجزات حسب قوله المبارك: “إن كان أحد يخدمنى فليتبعنى. وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمى. وإن كان أحد يخدمنى يكرمه الآب” (يو12: 26).
من أراد أن يخدم السيد المسيح يتبعه فى طريق الصليب والجلجثة وإنكار الذات. وفى هذا الطريق وبهذه الخدمة الباذلة يمنح الآب الكرامة الحقيقية لخدام ابن محبته المتضعين الذين يطلبون مرضاته ولا هدف لهم إلا خدمة الرب فى تواضع ومحبة حقيقيين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سلالة قطط كاليكو سلالة للإحتضان
انت الهدف مش الهدف انك تخدم
الهدف
الرئيس مرسي يقدم العزاء في فقيد الصحافة سلامة أحمد سلامة
المصريين الأحرار: رحيل سلامة أحمد سلامة خسارة كبيرة وسيبقى خالداً بكتاباته


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025