منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2021, 05:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض


طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض

كانت الوداعة من الصفات المميزة فى حياة السيد المسيح فى خدمته. وكان يدعو تلاميذه لاقتناء هذه الفضيلة. فقال لهم: “تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت11: 29).
الوداعة وتواضع القلب لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، وذلك فى المفهوم السليم لحياة الفضيلة.. كل وديع حقيقى هو متواضع القلب، وكل متواضع قلب حقيقى هو وديع.
فهناك من يتصرف خارجياً بأسلوب وديع، ولكن قلبه فى الداخل غير متضع. وربما تمدحه أفكاره بصورة تقود إلى العظمة الداخلية.. ولهذا فوداعته ليست حقيقية.
وهناك من الجانب الآخر من يفتكر أن قلبه متضع، ولكنه لا يسلك بوداعة، فاتضاعه ليس حقيقياً.
فالوداعة الكاملة هى وداعة المتواضعين فى قلوبهم، كما أن الاتضاع القلبى الكامل هو الذى يتشح بالوداعة ويتحلى بها.
الإنسان الوديع يكون مريحاً فى معاملاته، محبوباً من الناس .. ومحبوباً من الله.
لهذا قال الآب عن السيد المسيح فى سفر إشعياء: “هوذا فتاى الذى اخترته، حبيبى الذى سُرت به نفسى لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ” (مت12: 18-20 ، انظر إش42: 1-3).
ونفس الكلمات نطق بها الآب السماوى أثناء عماد السيد المسيح: “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت” (مت3: 17). فكلمة “ابنى” التى وردت فى الإنجيل هى نفسها كلمة “فتاى” التى وردت فى سفر إشعياء.
وقد سر الآب به لأنه “لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته” وكلها علامات الوداعة.
وقد جاء السيد المسيح إلى العالم معلِّماً للوداعة، بعد أن فقدت البشرية الصورة الجميلة التى خلقهم عليها “على صورة الله.. ذكراً وأنثى خلقهم” (تك1: 27).
بدأ العنف يدخل إلى العالم بعد سقوط الإنسان. وقام قايين على أخيه الصديق هابيل وقتله. وبدأت الحروب والمخاصمات والكراهية تنتشر فى العالم. وفقد الإنسان صورته الهادئة الوديعة التى خلقه الله ليحياها.
وتفاقم العنف فى حياة الإنسان حتى أصبح أحياناً يتلذذ بتعذيب أخيه الإنسان.. وصار الأباطرة ومن حولهم يتمتعون برؤية المصارعة الدموية فى حلبات المصارعة. وأحياناً كان الإنسان يتغنى ويعزف الألحان على صوت أنين الآخرين وعذاباتهم.
كانت البشرية فى أشد الاحتياج لرؤية ذلك الوديع المتواضع القلب.. الذى بالرغم من قوته وقدرته الإلهية، لم يستخدم العنف فى رسالته على الأرض.
كان السيد المسيح ذا طلعة بهية مهابة، ولكنه كان وديعاً بصورة تفوق الوصف. وقد كُتِبَ عنه: “ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه” (إش53: 7).
حينما كُلل بالشوك، وحينما جردوه من ثيابه ومدوه للجلد بالسياط، وحينما سخروا منه ولطموه قائلين تنبأ من لطمك، وحينما وضعوا عليه خشبة الصليب وخرج وهو حامل صليبه، وحينما مدوه على الصليب وسمروا يديه ورجليه، وحينما استهزأوا به وهو معلّق على الصليب وفغروا عليه أفواههم.. فى كل هذا كان وديعاً مسالماً مثل الحمل فلم يفتح فاه، بل كان يشفع أمام الآب من أجل خلاص العالم، ومغفرة خطايا البشرية بما فى ذلك صالبيه، لكى يعلن أن الطريق إلى المغفرة بالتوبة مفتوح أمام الجميع بقوة الدم الزكى الذى سفك على الصليب.
فهو بحق قد صار كاهناً لأنه غفر خطايا كثيرين وشفع فى المذنبين، مدعواً من الله رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكى صادق.
كان مجيء السيد المسيح إلى العالم هو نقطة تحول من العنف إلى الوداعة، ومن الكراهية إلى المحبة، ومن العداوة إلى المصالحة والسلام.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض Matthew 5: 5
طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض. متى 5: 5
طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض. متى 5: 5
طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض
طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض


الساعة الآن 08:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024