رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات وكما يبدأ المزمور الكبير الذى يتحدث كله عن وصايا الرب وأحكامه بالتطويب بعبارة “طوباهم الذين بلا عيب فى الطريق.. طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه” (مز118: 1، 2)، هكذا أيضاً بدأ السيد المسيح وصاياه بالتطويبات وقال: “طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات” (مت5: 3). وكأن الموعظة على الجبل هى السجل العملى لما سبق أن أنبأ عنه المزمور الكبير بقوله “طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه”. وقد اختار السيد المسيح أن يبدأ تطويباته الإلهية بتطويب المساكين بالروح.. لأن أساس كل فضيلة مقبولة عند الله هو الاتضاع والمسكنة بالروح. أو بمعنى آخر إن أى فضيلة تخلو من الاتضاع؛ لا تحسب فضيلة على الإطلاق. أراد السيد المسيح أن يحارب الكبرياء التى كانت سبباً فى سقوط الإنسان ومعصيته، لهذا طوّب المسكنة بالروح قبل أن يطوّب باقى الفضائل مثل فضيلة الصبر على الأحزان أو فضيلة الشوق إلى البر أو فضيلة الرحمة .. إلخ. |
|