![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يطلب ويخلص ما قد هلك قال السيد المسيح لنيقوديموس: “لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم” (يو3: 17). أتى السيد المسيح فى مجيئه الأول لخلاص العالم. وسوف يأتى فى مجيئه الثانى ليدين العالم. فحديثه مع نيقوديموس أن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلُص به العالم، مقصود به المجيء الأول للسيد المسيح وليس المجيء الثانى، هذا من ناحية خصوصية المجيء وليس شموليته. ولكن الحديث أيضاً له شمولية عن تأثير إرسال الابن الوحيد إلى العالم. بمعنى أن الهدف الأصلى من إرساله ليس لإدانة العالم بل لخلاصه. ففى الإطار العام يكون الهدف هو الخلاص والفداء. فالغضب الإلهى كان سيمكث على العالم لو لم يرسل الله ابنه الوحيد لإتمام الخلاص والفداء. وهذا واضح من كلام القديس يوحنا المعمدان الذى سجله إنجيل القديس يوحنا “الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يو3: 36). أى أن السيد المسيح قد جاء ليرفع الغضب الإلهى الكائن بالفعل ضد جميع البشر منذ سقوط الإنسان ومعصيته وفساد طبيعته. وقد أكّد القديس بولس الرسول فساد الطبيعة البشرية بقوله: “كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد” (رو3: 10-12). وقال أيضاً عن وراثة الخطية الأصلية وحكم الموت: “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع” (رو5: 12). وقال معلمنا داود النبى: “لأنى هأنذا بالآثام حبل بى وبالخطايا ولدتنى أمى” (مز50: 5). أى أن الإنسان قد حُبل به وارثاً الخطية الأصلية وولد بها من بطن أمه. كما أنه قد ورث فساد الطبيعة. وفى المقابل يتحرر الإنسان من الخطية الأصلية كما أنه ينال الطبيعة الجديدة فى المسيح بالمعمودية. كقول معلمنا بولس الرسول “لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء، غير طائعين، ضالين، مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة، عائشين فى الخبث والحسد، ممقوتين، مبغضين بعضنا بعضاً. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال فى بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلَّصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس، الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا. حتى إذا تبررنا بنعمته، نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية” (تى3: 3-7). فكما يرث الإنسان الخطية الأصلية والموت وفساد الطبيعة بولادته الجسدية من آدم هكذا يرث البر والحياة. وتجديد الطبيعة بالمسيح “لأنه كما فى آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع” (1كو15: 22). وقال السيد المسيح عن مجيئه إلى العالم: “أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يو10: 10). أى أنه “قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك” (لو19: 10). |
![]() |
|