رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وُضع الرب يسوع، كلمة الله المتجسد وهو طفل فى المذود.. فى الموضع الذى تأكل منه الحيوانات فى الحظيرة. ليؤكّد أنه جاء طعاماً لحياة العالم الذى كان غارقاً فى ظلمات الجهل والخطية. وكان البشر يسلكون فيه مثل البهائم التى تباد. وقال عن نفسه إنه هو الخبز “خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم.. فمن يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 33، 57). هذه الحظيرة التى كانت حقيرة فى مظهرها، تحوّلت بحلول الكلمة المتجسد فيها إلى كنيسة للمجد والبهاء، وهى كنيسة المهد فى بيت لحم، حيث اقترب ملايين البشر من الأسرار المقدسة فى التناول من جسد الرب ودمه على مر العصور. عجيبة هى والدة الإله القديسة مريم العذراء التى شاهدت وسمعت وكانت تحفظ كل هذه الأمور متفكرة بها فى قلبها (انظر لو2: 19). كانت الكنيسة -العروس المحبوبة- ممثلة فى شخص السيدة العذراء وهى تعاين خلاص الله بين ذراعيها نوراً متألقاً لحياة العالم. هذا هو مجد الروح الذى لم يبالِ بالمجد الخارجى، بل عاش متمتعاً فى الاتضاع، والانسحاق، والبعد عن كل مظاهر العظمة والكرامة. هناك فى الحظيرة.. هناك بين الحيوانات.. هناك حيث لم يدرك البشر وقتذاك.. هناك تلتقى النفس بالحقيقة الخالدة أن “الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً” (يو1: 14). |
|