منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 07 - 2021, 04:59 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,679

نظرتان في الخدمة متلازمتان

نظرتان في الخدمة متلازمتان

الأولى : نظرة الخادم نحو الله الذي يمده بالقوة للخدمة .

والثانية : نظرة الخادم نحو ضعفه الذي يكتشفه في نفسه كل يوم .

هاتان النظرتان ولو أنهما متعارضتان شكلاً ، إلا أنهما منسجمتان انسجاماً كلياً ، ونقول "كلياً" لأن الانسجام هنا هو في الواقع بين قوة الله وضعف الإنسان ، فهو انسجام طبيعى ولاهوتى معاً ؛ حتى أن الله نفسه يتطلب تلازمهما "لأن قوتى في الضعف تُكمَل" (2كو 12 : 9) . والذي يكمل هنا هو قوة الله وليس ضعف الإنسان ، حيث يظل الضعف ضعفاً كما هو !!

فالكاهن أو الخادم إن هو أكثر من النظر إلى ضعفه ، وتغاضى بنوع من الخداع النفساني عن النظر إلى قوة الله التي يخدم بها ويخدم تحت سلطانها وتدبيرها ، فإن توازنه يختل ويسقط تحت نفسه ! وهذا يأتي بسبب صغر النفس ، وذلك من عدم تجلى الإيمان في القلب على أساس عمل الدم الإلهى ، وعدم ازدهار الرجاء في النفس على أساس القيامة التي أخذناها حقاً أبدياً لنا .

كذلك إذا أكثر الكاهن أو الخادم من النظر إلى قوة الله متغاضياً عن حقيقة ضعفه وخطاياه ، فإنه يتجبر ويتصلف ويدَّعي الألوهة ، حيث لا يعيده إلى موقعه الحقيقي إلا سقطة أو انكسار علنى يكشف له حقيقة ضعفه !

على أننا نود لو نوضح أكثر ، الفرق بين نظرة الخادم نحو الضعف الصحيح أو التواضع الصحى الذي لا يؤذي النفس ولا يسيء إلى الإيمان ، الذي يزيد الخدمة قوة وكرامة ومجداً لحساب المسيح ، وبين نظرة الضعف اليائس أو التواضع المريض الذي تشمله الكآبة وصغر النفس الذي يلغي عمل الإيمان ويضعضع الخدمة ، وينعكس على الرعية فيثبط من همتها ويحط من شجاعتها !

والفرق بين الاثنين هام وخطير ، فنظرة الضعف الحقيقي إلى أنفسنا لا تلغي الإحساس بقوة الله بل تزيدها فاعلية . أما نظرة الضعف اليائس النفساني ، فإنها تلغي الإحساس بقوة الله ولا تعطيها فرصة للعمل !

أى أن الضعف والتواضع الحقيقي يزكيان عمل قوة الله في الخادم وفي الخدمة ، وهذا يزيد الخدمة نجاحاً لحساب الله . أما الضعف والتواضع المريض فقد يزكي الإنسان أمام بعض الناس ، ولكنه يفقده قوة الله فتنحط الخدمة وتنحط الروح المعنوية للرعية .

لذلك ، ليس من صالح الخدمة أن يُظهر الكاهن أو الخادم ضعفه للرعية ويتغنى بضعفاته بمناسبة وغير مناسبة . يكفي أن يكون الإنسان متضعاً بالعمل لا بالكلام ، فكل كاهن أو خادم يُظهر ضعفه لرعيته يخطئ خطأين :

الأول بكونه يستجدي بذلك عطفهم أو مديحهم ،

الثانى بأنه يُحزنهم ويحط من ثقتهم بالله ويحطم من مَثلهم الحي الذي يقتدون به .

فالكاهن أو الخادم لا يكرز بنفسه حتى يكشف لهم ضعف نفسه ، بل هو يكرز بالمسيح ، فعليه بالضرورة أن يكشف لهم قوة المسيح التي بها يخدم والتي منها يستمدون إيمانهم وحياتهم وقوتهم !!

التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 10 - 07 - 2021 الساعة 05:29 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الشتيمة لا يليق استعمالها في الخدمة لأن وسائل الخدمة ينبغي أن تكون طاهرة
من أشكال الشهادة للمسيح خارج البيت الخدمة وتعليم الأبناء الخدمة
وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة
نظرتان إلى الأمور
نظرتان الي الامور بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010


الساعة الآن 12:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024