الله يريدنا لا أن نطلب الأشياء التى تفنى، بل التى لا تفنى. يريدنا أن نطلب محبته أن تعمل فينا بقوة، ويريدنا أن نطلب معرفته أن تزداد فى عقولنا وقلوبنا وأفهامنا، يريدنا أن نطلب ملكوتاً لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لنا فى السماوات. يريدنا أن نطلب القوة الروحية والنصرة على الشر والخطية وكل قوات الظلمة. يريدنا أن نطلب صداقة الملائكة والقديسين. يريدنا أن نطلب ملء الروح القدس فى كل مراحل حياتنا، وقيادة الروح القدس وإرشاده ومعونته. يريدنا أن نطلب ثمار الروح القدس فى حياة الفضيلة. يريدنا أن نطلب بنياناً للكنيسة وانتشارًا لملكوته وخلاصاً لأنفس الكثيرين. يريدنا أن نطلب مواهبه وعطاياه لمنفعة الكنيسة وبنيانها. يريدنا أن نطلب نقاوة فى التعليم وأن نطلب أن يرسل فعلة إلى حصاده، لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون. يريدنا أن نطلب من أجل أعدائنا لكى يحوّل الرب الأعداء إلى أصدقاء مثلما حوّل حياة شاول الطرسوسى بصلاة اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء ليصير شاول مضطهد الكنيسة هو بولس رسول يسوع المسيح والمبشر بالإنجيل إلى الأمم. يريدنا أن نطلب لكى يعطى الرب قوة للكارزين والشاهدين لقيامة المسيح من الأموات. يريدنا أن نطلب منه معونة فى وقت الضيق لينقذنا.
كل هذه العطايا الإلهية وكثير غيرها، لا يمكننا أن نحصل عليها من العالم وبأى وسائل بشرية. أما وعد السيد المسيح فيؤكد لنا الحصول عليها حينما نسأل أو نطلب من الآب باسمه، أو منه هو شخصياً، أو من الروح القدس باسمه.
بهذا نرى أهمية الصلاة فى حياتنا، فى علاقتنا بالله، وفى اقتناء الفضائل، وفى خدمتنا لأجل ملكوت الله، وفى علاقتنا بالآخرين، وفى بنيان الكنيسة.
الصلاة ليست فروضاً نؤديها بلا روح أو بلا عاطفة، بل هى ضرورية لحياتنا الروحية وهى مصدر للخير والبركة والامتلاء من الروح القدس والنمو فى محبة الله.
إنها علاقة الأبناء بأبيهم السمائى.. يحيون فى بيته ويتنعمون بخيراته وهباته وعطاياه.