رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التأمل فى الطبيعة إن السيد المسيح يدعونا إلى التأمل فى الأشياء الموجودة فى الطبيعة مثل طيور السماء وغيرها من المخلوقات. إن الله قد دبّر لكل الخليقة التى على الأرض وسائل إطعامها وحفظها. حتى ولو كانت خليقة غير عاقلة، تحيا فقط بالغريزة. كل نوع من الطيور أو الحيوانات يجد ما يناسبه من الطعام، ولديه من الطباع الغريزية ما يؤهله للحصول على ما يحتاج إليه. واتخذ السيد المسيح الطيور مثالاً ننظر إليه ونتأمل فيه فقال إن الطيور “لا تزرع، ولا تحصد، ولا تجمع إلى مخازن” (مت6: 26) والله يعتنى بها ويعطيها طعامها اللازم لحفظها حية. وقال السيد المسيح: “ألستم أنتم بالحرى أفضل منها؟” (مت6: 26) لماذا يهتم الإنسان ويدخل فى صراعات رهيبة من أجل لقمة العيش ولسبب القلق على المستقبل؟! إن كان الإنسان له من الأهمية عند الله ما يفوق الطيور بكثير -بدليل أن الله قد أرسل ابنه الوحيد متجسداً لأجل خلاص الإنسان- فلماذا يقلق الإنسان؟ ولماذا تهتز ثقته فى عناية الله به؟. إنه اختبار جميل جداً أن يشعر الإنسان بعناية الله به. مثلما كان يعتنى بالقديس الأنبا بولا السائح فى البرية ويرسل له الخبز فى منقار أحد الغربان تماماً كما حدث مع القديس إيليا النبى الذى أمر الرب أحد الغربان ليعوله وهو ساكن بجوار النهر أثناء المجاعة. إن الإنسان الذى ينسى نفسه؛ لا ينساه الله. والإنسان الذى لا يهتم بطعامه ولباسه؛ فإن الله يرسلهما إليه حتى ولو لم يطلب. فعلى الإنسان أن يختار أحد سبيلين: إما أن يحمل هم نفسه ويصارع من أجل لوازم حياته الأرضية، أو أن يثق فى عناية الله به دون أن يتكاسل عن العمل بل يجتهد ويعمل حسب الوصية، ولكن لا يحمل هماً بل يختبر محبة الله وعنايته المتجددة فى كل يوم بل وفى كل خطوة من حياته. لذلك قال الكتاب “أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسى” (عب10: 38).. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قداسة البابا شنودة الثالث | التأمل في الطبيعة |
مجالات التأمل: التأمل في الكتاب المقدس البابا شنودة |
كيفية التأمل - الاستعداد للتأمل وممارسات التأمل |
التأمل في الطبيعة |
التأمل في الطبيعة |