ووفقا للرواية القبطية، فإن الشاب أنطونيوس قد سكن بجوار النيل، وكان يقضى كل وقته فى الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر أخذ يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلًا متوشحًا بملابس تشبه ملابس الرهبان الأوائل ويضع على رأسه قلنسوة، وكان يجلس يضفر الخوص، وقال الملاك له أفعل مثل هذا وسوف تستريح، فيصبح بعد ذلك هذا الزى زيًا للرهبان، ويتقرر أن عمل اليد من أساسيات الرهبنة.
فى أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هى وجواريها، وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن فى الاستحمام. ولما عاتبها على هذا التصرف، أجابته: "لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان". وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال فى نفسه: "إنه صوت ملاك الرب يوبخنى"، وفى الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية وتقصد مغارات الصحراء، وكان ذلك حوالى عام 285 م.
بعدها استقر القديس بأحد مغارات الجبل، يعيش حياة الوحدة إذ يعبد الله منفردًا ولا يكلم أنسيًا، حتى إذا جاء عام 305 فالتقى بتلاميذ، جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى.