رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعمى القديرُ كَسَّرَني «الرَّبُّ قَدْ أَذلَّنِي وَالقَدِيرُ قَدْ كَسَّرَنِي» ( راعوث 1: 21 ) كانت هناك سيدة تقضـي الصيف في سويسرا. في يوم ما، كان عليها أن تتسلَّق الجبل، وجاءت إلى قطيع خراف. هناك جلس الراعي وحوله ربض قطيعه. قريبًا منه، فوق كومة قش، اضطجع خروف، بدا وكأنه يعاني. عندما تأملَتهُ عن قرب، رأت السيدة أن ساقه مكسورة. سألت: ”كيف حدث ذلك؟“ ولدهشتها، أجاب الراعي: ”سيدتي، أنا كسرت ساق هذا الخروف“. اكتسحت نظرة ألم وجه الزائرة. وحين رأي الراعي ذلك، استطرد: ”سيدتي، وسط كل الخراف في قطيعي، هذا الخروف كان الأكثر عنادًا. لم يطع أبدًا صوتي. لم يَسر أبدًا في الطريق الذي أقود فيه القطيع. مرارًا كثيرة تحوَّل إلى حافة الجرف المحفوفة بالمخاطر، وإلى الهاوية الخطرة. ولم يكتفِ بعدم الطاعة، بل قاد باقي خراف قطيعي للضلال. كان لي تجربة سابقة مع خروف من هذا النوع. لذلك كسرت ساقه. أول يوم ذهبت إليه بالطعام، حاول عضي. تركته يجلس بمفرده ليومين. ثم ذهبت إليه ثانيةً. والآن، لم يأخذ فقط الطعام، بل لعق يدي، وأظهر كل علامات الخضوع، بل وأيضًا المحبة“. والآن دعيني أخبرك شيئًا: ”حين يصبح هذا الخروف صحيحًا - كما سيحدث قريبًا - سيكون القدوة في قطيعي. لن يسمع أي خروف لصوتي أسرع منه، ولن يتبعني أي خروف عن قُرب مثله. وبدلاً من قيادة أصحابه للعصيان، سيصبح الآن مثلاً وقائدًا لمَن يصعُب قيادتهم، ويقودهم بنفسه، لطريق الخضوع لندائي“. هل تعامل الله معك بطريقة تُشبه إلى حد ما تعامل هذا الراعي مع خروفه؟ كان ذلك لأنه يحبك. لذلك لن يتركك وحدك. إنه يريد أن يتمتع ثانيةً بصُحبتك. ولذلك يكسر الرابط الذي يربطك بالعالم وتفاهاته. والآن، إذا فقط أصبحت صادقًا معه ووثقت فيه، يستطيع أن يُعوِّض لك عن السنين التي أكلها الجراد. ربما لن تعرف أبدًا كيف حفظك في تيهانك. كيف تتبَّعك، بالرغم من رفضك لتبعيته. هذه السنين التي قُضيت بعيدًا عنه، وبعيدًا عن الشركة معه، كانت سنوات ضائعة. كانت حياتك كلها مفتونة بأباطيل العالم الفاني الذي تعيش فيه. لقد عشت وتحرَّكت، وكان كل وجودك ليس لأجل الله أو حتى لأجل الجزء السامي منك، بل لأجل أحط جزء في كيانك. فلتسعد حقًا إذا كنت قد بدأت في اكتشاف أنه إذا كانت عينك مُثبَّتة على أمر أكثر بريقًا، فستبدأ في التغني: ”يسوع أنت تكفي ... لملء العقل والقلب“ |
|