|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في بصخة الجمعة العظيمة لقداسة البابا تواضروس الثاني بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين. هذا هو اليوم الذي صنعه الرب من أجل خلاص الإنسان يوم الصليب المقدس. في هذا الأسبوع أسبوع الآلام الخلاصية المحيية حيث نتقابل مع ربنا يسوع المسيح في كل يوم وله لقب. يوم السبت لعازر نتقابل مع المسيح المحيي. يوم أحد الشعانين نتقابل مع المسيح المفرح. يوم الأثنين نتقابل مع المسيح الديان. يوم الثلاثاء نتقابل مع المسيح المعلم. يوم الأربعاء ( خيانة يهوذا) نتقابل مع المسيح المحب. يوم خميس العهد نتقابل مع المسيح المتضع. يوم الجمعة العظيمة نتقابل مع المسيح المخلص. يوم السبت نتقابل مع المسيح النور. يوم أحد القيامة نتقابل مع المسيح القائم المنتصر. اليوم نتقابل مع المسيح المخلص فعندما خلق الله الإنسان والك ن كله والطبيعة التي نعيش فيها فقد صنع كل هذا من أجل البشر وعندما تجسد وصار عمانوئيل الله معنا كل هذا من أجلنا نحن البشر. نحن نصلي من بداية اليوم والصليب ماثل أمام أعيننا.. هذا هو الإبداع الإلهي كيف قدم المسيح محبته لكل أحد فينا. المسيح الذي أحبنا فأوجدنا على هذه الأرض… المسيح الذي أحبنا فأتى إلينا متجسدا… المسيح الذي أحبنا وصلب من أجلنا. هذه يا أخوتي ليست بلاغة كلام بل حقيقة الواقع.. المسيح المصلوب لكل إنسان في البشرية. الصليب يمثل الطريق النازل من السماء إلى الأرض حباً في الإنسان.. خشبة الصليب القائمة تظهر حب الله للإنسان. اليوم أريد أن أحدثكم عن ثلاثة أسئلة صعبة تدور في أذهاننا حول الصليب: ١) هل كان الصليب حادثا عارضا في حياة السيد المسيح؟ ٢) لماذا كان موت السيد المسيح بالصليب وليس بأي وسيلة آخرى؟ ٣) ما هي علاقة الصليب بالمجد السماوي الذي ندعى إليه جميعا؟ السؤال الأول : هل كان الصليب حادثا عارضا في حياة السيد المسيح؟ المسيح والصليب صنوان لا يفترقان فقد كان الصليب أمرا واقعاً في حياته. ولد السيد المسيح في مذود حيث كانت تأخذ الذبائح التي تقدم في العهد القديم فكأن السيد المسيح جاء إلى العالم ذبيحاً من أجلنا. دعي إسمه يسوع أي يخلص شعبه وقد كان بموته على الصليب. وبعد ٤٠ يوم من ميلاده حملته السيدة العذراء مريم وذهبت إلى الهيكل لتقدم ذبيحة شكر فحمله سمعان الشيخ بيديه وقال أن عيني قد أبصرت خلاص الرب أي أن هذا القديس رأى ساعة الخلاص برغم انه كان يحمل طفلا صغيراً. في بدء خدمة السيد المسيح الجاهرية كان يوحنا المعمدان مشهور له مهابة وقد أشار على المسيح من بعيد هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله.. حمل أي ذبيحة. وفي معجزة عرس قانا الجليل أول معجزة يصنعها السيد المسيح وكانت معجزة فرح. فعندما فرغ مشروب الضيافة (الخمر) فحسب التقاليد اليهودية العرس يستغرق ٧ أيام ويأتي الأهل ليباركوا والسبت إجازة والأربعاء يكون الاكليل فكان يقدم عصير العنب الطازج ما يكفي المهنئين لمدة ٦ أيام وفي وسط هذه الأيام فرغ عصير العنب أي الخمر الذي كان يشير في العهد القديم إلى الفرح فجاءت أمنا العذراء تقول للسيد المسيح ليس لهم خمر أي ليس لهم فرح فكان رد المسيح مالي ومالك يا امرأة لم تأتي ساعتي بعد وكان يقصد ساعة الصليب. فالصليب يرافق السيد المسيح منذ ولادته في بيت لحم. فالمسيح جاء لكي يخلص ما قد هلك ليبذل نفسه فدية عن كثيرين. ويتكلم عن هيكل جسده قائلا انقضوا هذا الهيكل وأنا في ٣ أيام أقيمه وليس هيكل سليمان الذي استغرق بناءه ٤٦ سنة. وفي يوم خميس العهد قدم لنا جسده ودمه خلاصاً. وبولس الرسول اليهودي الذي عرف المسيح في النصف الثاني من حياته يقول أما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي فيه صلب العالم لي وأنا للعالم. إن الصليب كان مرافقاً للسيد المسيح فلم يكن حادثا عارضا بل من خلاصك ليصير لك نصيباً في السماء. السؤال الثاني : لماذا كان موت السيد المسيح بالصليب وليس بأي وسيلة آخرى؟ الصليب له تاريخ طويل كعلامة عار لدرجة أن أي مواطن روماني عندما يحكم عليه بالإعدام يكون بإي وسيلة إلا الصليب لأنها علامة مهانة. سؤال شغل آباء الكنيسة من أشهر ها ما كتبه القديس إثناثيوس الرسولي وأجاب في عدة نقاط هي: ١) موت علانيا وليس سرا أمام الجميع مشهود وأيضا فوق جبل الجلجثة وسبقته محاكمات دينية ومدنية وصارت ظلمة على الأرض. ٢) قمة الإهانة والعار فمهما كانت حالتك المسيح يحمل حطيتك. ٣) الصليب بدون ذبح أي فصل أو تقسيم الجسد فقد كسروا أرجل اللصين لكي يموتوا قبل أن ينتهي يوم الجمعة لكن السيد المسيح كان ميتا فعظمة من عظامة لم تنكسر كما قالت النبوات. ٤) ملعون كل من علق على خشبة (تث ٢١ : ٢٢) و ( غل ٣ :١٣) فصارهو اللعنة حاملا لعنة الخطية كلها من أجل الأجيال التي تؤمن بالصليب منذ آدم وكسر الوصية التي كان يتوارثها جيل وراء جيل فداود النبي يقول بالخطايا ولدتني أمي. ٥) فرد الذراعين علامة المصالحة مات من أجل العالم كله اليهود والأمم فصار الأثنين واحدا في شخص السيد المسيح. ٦) في الهواء: الشيطان رئيس سلطان الهواء (أف ٢ : ٢) فصلب السيد المسيح إنتصار على رئيس هذا الهواء. ٧) الصليب هو الذي ربط بين السماء والأرض فكل من يموت قبل الصلب يذهب للجحيم فالفردوس مغلق منذ خطية آدم. جاء الصليب ليفتح هذا الطريق ونحن نصلي أمانة اللص.. كلمتين لا يجتمعان أمانة مع لص لكنه في اللحظات الأخيرة طلبته كانت من كل قلبه وكيانه فنال الفردوس. السيد المسيح لم يمت مرضاً أو هروباً أو إختفاءً ولم يعد الصليب عارا بل علامة حياتنا تحولت من خزي لعلامة فخر ومجد وانتصار في قلب كيان المسيحية. السؤال الثالث: ما هي علاقة الصليب بالمجد السماوي الذي ندعى إليه جميعاً؟ نحن نحتفل بعيد الصليب ٣ مرات سنويا حسب التقويم القبطي: – ١٧ توت – ١٠ برمهات – الجمعة الكبيرة التي نمضيها في تمجيد الصليب. ونحتفل في آخر السنة القبطية بعيد التجلي (١٣ مسرى) وكأننا في الثلاث مرات التي نحتفل بيها بالصليب نحتفل ببداية ووسط وآواخر العمر ثم يكون للإنسان النصيب السماوي في التجلي. فعندما أخذ السيد المسيح بطرس (الإيمان) ويعقوب ( الجهاد) ويوحنا ( المحبة) إلى جبل طابور حيث تغيرت هيئته والنور الصادر منه أصبح أقوى من الشمس وظهر موسى (رمزا للمتزوجين) وإيليا (رمزا للمتبتلين) وكانوا في التجلي يتحدثون عن خروجه العنيد في أورشليم أي الصلب في أسبوع الآلام فكان التجلي صورة مصغرة للدعوة الموجه لنا جميعا أن يكون لنا نصيبا في السماء. فكل جهادنا وصلواتنا لكي ما يكون لنا نصيبا سماوي. فهل فكرك مرتبط بالسماء؟ فلا تغفل عن خلاصك ونصيبك السماوي كل ما تصنعه الكنيسة وتعيشه بنظام وفي محبة لكي ننال نصيبا سماويا فلا تخرج من فمك كلمة ردية أو علاقة ردية أو فعل غير مستقيم حتى لا تخسر نصيبك السماوي. لنحسب أن آلام هذا الزمان الحاضر لا يقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا. ونحن نسهر ليلا نأتي إلى الكنيسة والجو مظلم لنسبح ونقرأ سفر الرؤيا سفر الخروج إلى الأبدية ونردد من له أذنان للسمع فليسمع فهناك أناس عاشوا حياتهم كلها غير قادرين على الإستماع فهل تسمع الوصية والمشورة؟ ونخرج في النهار في النور تعبيرا عن نور الأبدية. هذه يا أخوتي أفراح يوم الصليب حاشا لي أن أفتخر إلا بالمسيح المصلوب. واليوم ونحن نصلي لا تترك الكنيسة دون أن يك ن قلبك متغير ولك عهد أن تصير إنسانا جديدا فالمسيحية ليست تغيير أكل بل انتبه لخلاصك وحياتك وأبديتك. يعطينا مسيحنا القدوس أن تكون حياتنا مرضية أمامه في كل حين إلى النفس الأخير. ليباركنا آلهنا بكل بركة روحية في السموات له المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين |
|