رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظهور والدة الاله العذراء مريم له وفيما كان القديس متفكرا ومهموما بسبب هذا الامر قام لوقته وذهب الى البيعة المقدسة وهناك نام ، نام من الحزن الشديد ، فالمزمور 119 يقول " من الحزن نعست نفسى " ..واثناء نومه ظهرت له كلية الطهر والقداسة والدة الاله القديسة مريم العذراء ...ظهرت بشكل بهى ..بشكل ملكة عليها عصابة من ذهب ومعها جماعة من الجند السماوى فضربته فى جنبه واقامته من النوم . فخاف خوفا عظيما من هذا المنظر وامتلأ من الحيرة .فقالت له: ما الذى اصابك ايها الشاب،واننى ارى هيئتك كأولاد العبرانيين ؟ اجاب القديس : انا ياسيدتى من جنس اسطفانوس رئيس الشمامسة الذى استشهد فى هذه المدينة . واننى اطلب باشتياق ان اكون فى ايمانه واصير عبدا للمسيح يسوع ومن اجل هذا اتيت الى هذا المكان التمس تعزية من السيد المسيح لكى يعطينى ان اكون مسيحيا . فقالت له : لن تصير مسيحيا فى هذه المدينة ، وانا سوف ارسل رسولا الى الاسكندرية فقم وامض معه الى هناك عند ثاؤنا بابا الاسكندرية ليمنحك المعمودية المقدسة وتصير مسيحيا من يده ، وهاانا قد اعلمتك ماذا ينبغى ان تصنع. فقام سمعان لوقته فرحا لسبب تلك الرؤيا ووقف امام المذبح وصلى قائلا " ايها الرب الاله ، الضابط الكل،الجالس على مركبة الشاروبيم وماسك الكل بابنه الحبيب يسوع المسيح مكمل كل شىء ومحييهم بروحه القدوس المساوى له ، الذى ارسل الكائن فى حضن ابيه كلمة الله الازلى الى العالم وجدد طبيعتنا دفعة اخرى بعد ان عشنا فى الخطية لاجل مخالفة ابينا ادم الاول ، وتجسد من الطاهرة العذراء مرتمريم ، التابوت الذى لايتغير ، اعدد طريقى انا عبدك لانال ختم المعمودية المقدسة كما هديت ابى يوسف الى مصر ودفعت له المملكة عوض العبودية الكائنة لى من قبل الناموس . الان يليق بك كل كرامة وكل موهبة تعطى من قبلك الى الابد امين ." ولما انتهى من صلاته قبل المذبح وسار مع الملاك ، الذى كان فى شكل أمير بهى ( وهو لايعلم انه ملاك بل كان يظن انه مجرد رسول ذاهب الى الاسكندرية ) ومضى الى البحر قاصدا الاسكندرية ووجدا سفينة متجهة الى الاسكندرية وركباها واقلعا وكان الجو صحوا ولكن ارسل الرب ريحا فوصلا الى الاسكندرية بسرعة. حينئذ ظهر الملاك السائر معه للبابا ثاؤنا وقال له " هوذا قربان عظيم أتيت به الى البيعة فاقبله اليك فانه اناء مختار ورجل الله وسوف يحتمل اتعابا كثيرة على اسم المسيح ." فقال البابا ثاؤنا للملاك : ما هى العلامة التى اعرفه بها؟ فأجابه الملاك قائلا " انه رجل جميل المنظر كامل فى شخصه أشقر العينين مثل موسى" ثم انصرف الملاك من عند الاب البطريرك. وعندما رست السفينة الى الاسكندرية قال الملاك المرافق للقديس " ايها الشاب هذه هى مدينة الاسكندرية قم وسر الان فى طريقك " فاندهش الفتى ولم يكن يعرف الى اين يذهب لكونه غريبا ، فقال للملاك المصاحب له " يا سيدى اننى لم اتغرب قط ولا اعرف الى اين امضى فهل تعرف رجلا فى المدينة يمضى معى حيث يقيم الاب البطريرك كأوامر الملكة التى أمرتك بشأنى .." فقال له الملاك " هلم معى" وتبعه حتى وصلا الى قلاية الاب االبطريرك . فاعلما البواب انهما رجلان من اورشليم ويريدان مقابلة البابا البطريرك . فلما مثلا امامه نظر البابا - الناظر فى كل حين الى سرائر المسيح – الشاب ماشيا مع الملاك – الذى سبق وتراءى له من قبل- فقال " هذا اسرائيلى حقا لاغش فيه . فسأل الشاب باستغراب قائلا : أتعرفنى ؟ ! لانه خشى ان يكون البابا من اهل اورشليم . فرد ذاك الذى ينطق المسيح تبارك اسمه على فمه أى البابا ثاؤنا " من قبل ان ترى رؤيا السيدة العذراء مريم داخل الكنيسة وانت تتوسل وهذا الرسول يتبعك ، رايتك . ثم سأله : ما إسمك ؟ ومن أى جنس انت ؟ ولماذا اتيت الى هنا؟ فرد القديس قائلا : " إسمى سمعان ، من اهل اورشليم بالجسد ، وانا من نسل القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة باورشليم . ولقد اتيت من مدينتى اليك لكى اصير مسيحيا ، وانال صبغة المسيح من يديك الطاهرتين ومعى هذا الرجل البار التقى وهو الذى احضرنى اليك ايها الاب القديس" ولما انتهى من حديثه انصرف الملاك ، غير انه كان يصحبه فى كل حين . فما كان من قداسة الاب البطريرك الا انه قبله لنبل مقصده ولوصية الملاك عنه ،و أعطاه مسكنا صغيرا خارج القلاية ، وكان بطرس الشماس يومئذ – فيما بعد اصبح البابا بطرس خاتم الشهداء – كإبن للبابا يطوب سمعان ويحسن له قبول الالام من اجل اسم السيد المسيح ، فكان يقبل الكلام كالارض العطشى الى الماء وكان يتوحد كعادته فى مسكنه ، ويدرس فى محفوظاته وما تعلمه منذ ان كان فى اورشليم. وفى يوم الاحد نال سمعان المعمودية المقدسة بيد البابا الانبا ثاؤنا وأسماه " صرابامون" ومعناه " المولود فى ايمان ابائه" . وبعد نواله سر المعمودية المقدسة وتناوله من الاسرار المقدسة كان ينمو فى القامة الثابتة التى هى الميلاد الجديد وتجدد قلبه عند ذلك وصار يعلم ذاته وحده ويؤدبها بوصايا الانجيل واوجاع المسيح التى قبلها عنا جميعا. |
|