مجرد وجود (وقت فراغ) هو مشكلة تحتاج إلي علاج.. لأن الذي يشعر بهذا الفراغ، هو الذي لا يعرف قيمة الوقت من جهة، ولا طريقة شغله للفائدة من جهة أخرى.. وشغل الفراغ يأتي بطريقتين: إما لفائدة صاحب الوقت نفسه، وإما في خدمة من يحيطون به ومنفعتهم.. فشغل الفراغ لفائدة الشخص تأتي عن طريق القراءة أو الدراسة، فيزداد بهذا معرفة أو ثقافة، ويوسع مداركه، علي شرط أن يتخير نوع القراءة لتكون نافعة. وقد ينتفع الشخص بممارسة بعض هواياته ومواهبه فيما يفيد، أو في أكتساب خبرات جديدة نافعة، بأن يتعلم شيئاً عملياً، سواء في البيت، أو في معهد، أو عن طريق بعض الأصدقاء أو المرشدين. ويمكن للشباب أن يشترك في أي نشاط رياضي، لتقوية جسده، بحيث لا يستغرق هذا كل وقته.. وما أحسن أن يشترك الإنسان في خدمة روحية، أو في خدمة اجتماعية، لمنفعة غيره. وفي نفس الوقت ينتفع هو أيضاً أثناء خدمته للآخرين… هناك أيضاً واجبات على الكنيسة لشغل أوقات الفراغ للشباب، بوضع برامج لفائدتهم وذلك بالاهتمام بالوسائل السمعية والبصرية، وإقامة الندوات والحفلات والمحاضرات، ووسائل الترفيه المتنوعة، التي تحمل في نفس الوقت نفعاً روحياً.. كذلك يجب الاهتمام بالنوادي، وبالمكتبات الدينية، وباستغلال طاقات الشباب ووقتهم بما يفيدهم، وينمى مواهبهم أيضاً في المشاركة في تنفيذ مشروعات الكنيسة والمساهمة في أنشطتها..