أسرار المجد
السر الأول:
قيامة الربّ يسوع وانتصاره على الموت
ثمرة السر: نعمة الفرح الداخلي
" وَلكِنْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَاكِراً جِدّاً، جِئْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي هَيَّأْنَهُ. فَوَجَدْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ عَنِ الْقَبْرِ. وَلكِنْ لَمَّا دَخَلْنَ لَمْ يَجِدْنَ جُثْمَانَ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَفِيمَا هُنَّ مُتَحَيِّرَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ قَدْ وَقَفَا بِجَانِبِهِنَّ. فَتَمَلَّكَهُنَّ الْخَوْفُ وَنَكَّسْنَ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ. عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُنَّ الرَّجُلاَنِ: «لِمَاذَا تَبْحَثْنَ عَنِ الْحَيِّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، وَلَكِنَّهُ قَدْ قَامَ! اذْكُرْنَ مَا كَلَّمَكُمْ بِهِ إِذْ كَانَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ" لوقا ٢٤: ١- ٦
كم أنت عظيم يا سيد، وكم نحن قليلو الإيمان! أمام عظمتك نرى ضعفنا وخوفنا وشكّنا في قدرتك على دحرجة الحجر عن قلبنا وحياتنا وواقعنا. علّمينا يا مريم كيف نبحث عن يسوع القائم من بين الأموات، فلا نتزعزع أمام مشاكلنا، ولا نيأس من شدة آلامنا. علمينا أن نكون مثلك في تحمّلك الصبر والصعاب.
السرّ الثاني:
صعود الرّب يسوع الى السماء
ثمرة السر: نعمة الإيمان الواثق
"ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ، بَعْدَمَا كَلَّمَهُمْ، رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. وَأَمَّا هُمْ، فَانْطَلَقُوا يُبَشِّرُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُؤَيِّدُ الْكَلِمَةَ بِالآيَاتِ الْمُلاَزِمَةِ لَهَا" مرقس ١٦: ١٩.
بقيت عيون تلاميذك، من شدة ألمهم لفراقك، تحدّق في السماء حيث ارتفعتَ، علّهم يرونك تعود لتكون لهم وحدهم، وأنت تريد أن تكون للكون أجمع. فتّشوا عنك في السماء ونسوا أنك موجود معهم على الأرض، في الفقير والمتألم والمحتاج. موجودٌ معهم في الكنيسة والأسرار، موجود في الجماعة، موجود في كل قلب يحبّ. ساعدينا يا مريم على أن نوجه عيوننا وقلوبنا إلى الرب لنحيا بالإيمان الواثق كما عشتِ أنت.
السرّ الثالث:
حلول الروح القدس على مريم والتلاميذ في العليّة
نعمة الامتلاء من الروح القدس
"وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ. ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا". أع ٢: ١- ٤
يقدّم لنا روحُ العالم عُنفاً وحقداً وانتقامًا، بينما يملأنا روحُك السماوي وداعة ورحمة وغفرانًا. تعبنا يا سيّدي من البحث عن مياه تروي ظمأنا، ولم نجد إلا آباراً مشقّقة، وبقيت قلوبنا عطشى. فساعدينا يا مريم لنفتح قلوبنا وحياتنا على نعمة الروح القدس لنرتوي منه ونستمد السلام لقلوبنا وحياتنا.
السرّ الرابع:
إنتقال العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد
ثمرة السر: التوق إلى السعادة الأبدية
"فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَى تَوَاضُعِ أَمَتِهِ، وَهَا إِنَّ جَمِيعَ الأَجْيَالِ مِنَ الآنَ فَصَاعِداً سَوْفَ تُطَوِّبُنِي. فَإِنَّ الْقَدِيرَ قَدْ فَعَلَ بِي أُمُوراً عَظِيمَةً، قُدُّوسٌ اسْمُهُ، وَرَحْمَتُهُ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ". لو١ :٤٨- ٤٩
أُعطِيت لنا مريم اماً وهي تحت الصليب، وهي تعلّمنا أن قدرة ابنها أقوى من كل شرّ أو ألم، فها هي تعلمنا معنى انتصار الحب على اليأس، وعلّمتنا ساعة قيامتك أن النور يشرق دوماً لمن آمن بقدرتك، وتقول لنا الآن بانتقالها أننا دُعينا للانتقال الى مجد الله. اطلبي لنا يا أم فادينا أن نسعى دوماً الى جمال السماء وسعادة الحياة مع ابنك، علّمينا ان نجاهد كما جاهدتِ، ونتعب كما تعبتِ لنستحقّ أن ندعى لله ابناء، ونكون مثلك وتحت كنفك، من سكان بيت الآب. لك السلام الى الأبد. آمين.
السرّ الخامس:
تتويج العذراء مريم سلطانة على السماوات والأرض
ثمرة السر: نعمة الشوق إلى حياة النعمة
" وَظَهَرَتْ فِي السَّمَاءِ آيَةٌ عَظِيمَةٌ: امْرَأَةٌ لاَبِسَةٌ الشَّمْسَ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ قَدَمَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ نَجْماً". رؤ ١٢: ١
أيتها البتول التي أخصبت الكون لأنها ولدت خالق الأكوان، وبالنعمة صارت اماً لنا جميعاً. جئنا أمامك هذا المساء لنُعلن نعلن حبّنا وبنوّتنا، ومعك نكرم ابنك الذي منك أشرق يا أمنا الحنون، ويا والدتنا الى الخلاص، نكرّسك ملكةً على حياتنا وعائلاتنا وقلوبنا، نطلب منك أن تكوني لنا الأم الشفوق والمعلمة الحكيمة التي ترشدنا دوماً إلى دروب ابنها.
صلاة البابا فرنسيس
"في ظلّ حمايتك نلتجئ يا والدة الله القدّيسة"
في هذه المأساةِ الحالية، والتي غمرت العالم كلّه بالمعاناةٍ والقلق، نلتجئُ إليكِ، يا أمّ الله وأمّنا، ونعتصم في ظلّ حمايتك.
يا مريمُ البتول، انعطفي نحونا بنظرك الرحيم في وباء فيروس كورونا هذا. عضدي وعزّي التائهين والباكين على موتاهم أحبائهم، والذين دُفِنوا أحيانًا بطريقة تَزِيدُ من الألَمِ في النَّفس. وأغيثي الذين يشعرون بالأسىأمامَ مرضاهم، وهم لا يستطيعون البقاء بقربهم خوفًا من نَقلِ العدوى لهم. وامنحي الثقة لمن يعتريهم القلق بشأن المستقبل الغامض بسببِ عواقبِ هذا الوَضعِ على الاقتصاد والعمل.
يا أمّ الله وأمّنا، التمسي لنا من الله، أبي الرحمة، أن تنتهي هذه المحنة الصعبة وأن يلوحَ أمامَنا أفق الرجاء والسلام. وكما صنعْتِ في قانا الجليل، تشفّعي من أجلنا لدى ابنك الإلهي، واطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا وأن يفتحَ قلوبَهم لتمتلئَ بالثقة.
إحمي الأطبّاء والممرّضين والعاملين في مجال الرعاية الصحّية، والمتطوّعين الذين هم في الطليعة في هذه الحالة الطارئة، ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي جهدهم البطولي وأعطِيهم القوّة والصلاح والصحّة.
كوني مع الذين يساعدون المرضى ليلًا ونهارًا، ومع الكهنة الذين يحاولون، بعناية راعوية والتزام إنجيليّ، أن يساعدوا الجميع ويساندوهم.
أيّتها العذراء القدّيسة، أنيري عقول رجال ونساء العِلم، حتى يجدوا الحلول المناسبة للتغلّب على هذا الفيروس.
ساعدي قادة الدول، حتى يعملوا بحكمة واهتمام وسخاء، فيساعدوا الذين يفتقرون إلى ما هو ضروري للعيش، ويخطّطوا ببصيرة وروح تضامن لإيجاد حلول اجتماعية واقتصادية.
يا مريم الكلّية القداسة، أَلهِمي الضمائر كيما يتمّ توجيه المبالغ الكبيرة، التي تُستَخدَم اليوم في زيادة وإتقان التسلّح، إلى تعزيز الدراسات المناسبة لمنع حدوث كوارث مماثلة في المستقبل.
أيّتها الأمّ الحبيبة، نمّي في العالم الشعورَ بالانتماء إلى عائلة كبيرة واحدة، مع الوعي بالرابط الذي يوحِّدُ الجميع، لأنه بروح الأخوّة والتضامن يمكنُنا أن نتغلَّبَ على العديد من أشكال الفقر وحالات البؤس. ثبِّتي المؤمنين في إيمانِهم، امنَحِي المثابرَةَ في الخدمة، والثباتَ في الصلاة.
يا مريم، يا معزّية الحزانى، ضُمِّي إليكِ جميع أبنائك المعذَّبِين. اطلُبي إلى الله أن ينظُرَ إلينا ويمدّ يده القديرة كي يحرّرنا من هذا الوباء المروع، حتى تعود الحياة إلى مسيرتها الطبيعية ونعودَ إلى الطمأنينة.
إننا نتوكّل عليك، يا من تُنيرين دربنا كعلامة خلاص ورجاء،يا شفوقة، يا رؤوفة، يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.