سؤال :
ما معنى عبارة " شركاء الطبيعة الإلهية " " 2بط1: 4 " , وعبارة " شركة الروح القدس " " 2كو13: 14 " . هل نحن نشترك مع الله فى طبيعته الإلهية ؟ وهل حينما حل الروح القدس علىالتلاميذ فى يوم الخمسين , إتحدى طبيعتهم البشرية بالطبيعة الإلهية ؟
الجواب :
الذى يشترك أو يتحد مع الله فى طبيعته , يصير إلهآ !
وهذا أمر بعيد عن الإيمان السليم . ولا ينادى به إلا المتأثرون بفكرة تأليه الإنسان " كطبيعة وليس كمجرد لقب " . وهى جزء من بدعة " وحدة الوجود " يرتئي فيها الإنسان فوق ما ينبغى " رو12: 3 " .
أما التفسير الصحيح لعبارة " شركاء الطبيعة الإلهية " فهو أننا :
نكون شركاء الطبيعة الإلهية فى العمل , وليس فى الجوهر .
أى لا نكون شركاء الطبيعة الإلهية , فى صفات الله الخاصة به وحده كالأزليه وعدم المحدودية . إنما هى شركاء فى العمل , من أجل بناء الملكوت , سواء بالنسبة إلى خلاص أنفسنا نحن , أو بالنسبة إلى ربح نفوس الآخرين .
وبهذا المعنى نفهم أيضاً " شركاء الروح القدس " . " 2كو13: 14 " .
إننا لا يمكن أن ننجح فى عمل , بدون أن يشترك الله معنا فيه , لأنه " إن لم يبن الرب البيت , فباطلاً تعب البناءون " " مز127: 1 " . ونحن نقول فى أوشية المسافرين " إشترك فى العمل مع عبيدك " .
فإن اشترك روح الله معنا فى العمل , حينئذ نأخذ منه قوة ونعمة , وتنجح أعمالنا , وتكون موافقة لمشيئة الله . ونكون بذلك قد دخلنا فى " شركة الروح القدس " ... فى العمل .
أما عن يوم الخمسين , فالذى حدث فيه هو أن مواهب الروح القدس انسكبت على التلاميذ ...
وتحقق ما قيل بيوئيل النبي " إنى أسكب من روحى على كل بشر , فيتنبأ بنوكم وبناتكم , ويري شبابكم رؤى , ويحلم شيوخكم أحلاماً " " أع2: 17 , يوئيل 2: 28 " . وأيضاً أخذ التلاميذ قوة حسب وعد الرب لهم " ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم . وحينئذ تكونون لى شهوداَ " " أع1 :8 " . ومن المواهب التى أعطاها الرب لهم , التكلم بألسنة " أع2: 6 " . وموهبة التكلم بألسنة ساعدت على نشر الإيمان .
أما اتحاد الطبيعة الإلهية البشرية , فلم يحدث إلا فى تجسد السيد المسيح وحده ..
فهل يعقل إنسان أن الجميع صاروا كالمسيح تماماً فى يوم النعصرة ؟!
وحينئذ يقف أمامنا : بماذا يتميز المسيح عن غيره ؟!
إن مهاجمة لاهوت المسيح تأتى بطريقتين :
أ_ إما خفض المسيح إلى مستوى البشر العاديين , كما نادت الأريوسية .
ب_ وإما رفع البشر إلى مستوى المسيح , مثلما ينادى أصحاب فلسفة تأليه الإنسان , وبالقول إن طبيعة البشر اتحدت بطبيعة الله !
والإنسان إذا اتحد بالطبيعة الإلهية , يصير إلهاً , ويصير معصوماً .
لا يخطئ . ولا نستطيع أن نقول عنه إنه مجرد إنسان .
إن عمل روح الله فى الإنسان شئ , واتحاد طبيعة الله بطبيعة الإنسان شيء آخر .
ونحن لا نتحد مع الله فى طبيعته . ليتنا نتواضع ونسلك كمجرد بشر , كما قال أبونا ابراهيم إنه تراب ورماد " تك18: 7 " .وكما وصل إلى هذا أيوب الصديق " أى42: 6 " .
من كتاب سنوات مع أسئة الناس " أسئلة لاهوتية وعقائدية
لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث