يمكن بسبب الضعف أن يسقط الإنسان ، فهو ليس معصوما 0 ولكن عليه أن يتوب ، ويأخذ من سقطته درسا ، حتى لا يعاود السقوط ، عملا بقول أحد القديسين :
لا أتذكر أن الشياطين أطغونى فى خطية واحدة مرتين 0
وهذه هى التوبة الحقيقية ، أن الإنسان لا يعود إلى الخطية التى تاب عنها 0 وكل قصص القديسين التائبين تشير إلى هذا المعنى : أن التوبة كانت خطأ فاصلا بين حياتين ، فلم يعودوا إلى الحياة القديمة الخاطئة 0
إنها ليست حقيقة ، أن الإنسان كلما تاب يعود إلى سقوطه مرات عديدة ، كأن لم يتب !
إن توالى السقوط له خطورته وله دلالاته :
إنه يدل على عدم جدية الحياة مع الله 00 وربما يدل على اللامبالاة والاستهتار بالقيم الروحية 0
ويدل على أن القلب لم يتنق بعد ، وما تزال فيه محبة الخطية مع الضعف ، والانقياد إليها 0
وتوالى السقوط يدل على عدم فهم للاعتراف بالخطية ، كما لو كان مجرد رغبة فى التخلص من عقوبة الخطية ، دون التخلص من الخطية ذاتها 0
وتوالى السقوط يضعف هيبة الإنسان أمام الشياطين :
ويعطيهم سلطانا عليه إذ يكتشفون عدم قدرته على مقاومة الخطايا ، أو عدم رغبته فى البعد عليها 0!
وتوالى السقوط قد يحول الخطية إلى عادة ، أو إلى طبع ، ويجعل جذورها راسخة فى القلب والعقل 0
وبتكرارها تكمن فى العقل الباطن ، وتصبح مصدرا للأحلام والأفكار والظنون والشهوات 0 بل قد تصير خطرا على الإنسان ، إّذا ما تحولت إلى أعمال غير إرادية ، أو إلى عبودية للخطية !!
لأنه كلما سقط الإنسان ، تصبح إرادته أضعف 00
وقد تصبح قابليته لحياة البر أقل 0 وكذلك قد يصبح تأثره بالوسائط الروحية أقل ، أولا يقبلها !
وحتى مع كل هذا ، نعمة الله مستعدة أن تقيمه إن أراد ولكن طريقه إلى التوبة يكون صعبا 00