المثقّفون الوثنيّون في القديم، والكثير من المفكّرين في عالمنا اليوم، يعتبرون أنّ الرّجاء هو وهم جميل، لكنّه غير حقيقيّ، لذا يعيشون "بلا رجاء"، كما يصفهم بولس الرّسول، الّذي يشرح أنّهم كذلك لأنّهم بلا مسيح وبلا إله في العالم (أفسس 2: 12). ولأنّهم بلا رجاء، يُسيطر على حياتهم حزن غير منقطع، ويُواجهون الموت يائسين (1 تسالونيكي 4: 13). وبالإمكان وصف حقبتنا الحاليّة بأنّها حقبة سوداء انتُزِعَ، فيها، كلّ رجاء بالنّجاة من قلوب النّاس. لكنّ الحقيقة هي أنّه حيث الله هناك الرّجاء الحقيقيّ. والرّجاء لا يعتمد على ما يملكه الإنسان أو ما يُمكن عمله، أو على الشّعور بالرّجاء بشكل عامّ. بل يعتمد على الإيمان بالله الّذي أقام المسيح من الأموات (1 بطرس 1: 21). ففي المسيح فقط الرّجاء الصالح (2 تسالونيكي 2: 16) والرّجاء الحيّ (1 بطرس 1: 3) والرّجاء المبارك (تيطس 2: 13) الّذي "لا يخيب" (رومية 5: 5) ويبقى "إلى النّهاية" (عبرانيين 6: 11).