لا يظن أحد أن قوة رجاء وعزاء المسيح تعمل لهذا الدهر، أي مجرد تعزية. فهذا الدهر لا عزاء فيه ولا رجاء له، لأنه قد وُضِعَ في الشرير، بل نحن نستمد من المسيح رجاءً وعزاءً للحياة الأبدية. فالمسيح لا يمسح دموعنا هنا ولا يورِّثنا شيئاً من غناه لحساب هذا العالم، بل يمدُّنا من خلال حضوره الشخصي فينا الآن بإيمان ورجاء وجودنا معه هناك لميراث حياتنا السعيدة مع أبيه الصالح: «إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإننا أشقى جميع الناس» (1كو 15: 19).
ولكن رجاءنا حتى من خلال دموعنا وأحزاننا وأثقالنا قائم ثابت في المسيح لقيامة وحياة أبدية وشركة فرح ومسرَّة وسعادة حقيقية «مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح».
وإن كان سيمسح هناك من عيوننا كل دمعة تساقطت هنا، فمرحباً بالدموع، أليس هو القائل عنه داود النبي: «اجعل أنت دموعي في زقِّك. أَمَا هي في سِفْرك» (مز 56: 8)؟