هناك أشخاص يركزون جدا فى كلامهم ، تركيزا شديدا يحتاج إلى مزيد من التوضيح والشرح ليفهم السامع 0
ويقابل هذا نوع عكسى ، يطيل الكلام بغير داع ، ويمكن تلخيص كلامه فى ربعه أو عشرة أو أقل 00
وعن هذا نريد أن نتكلم 0
قد يكون السبب فى كثرة الكلام هو التكرار : تكرار نفس العبارة أو اللفظة أو القصة كلها ، أو تكرار المعنى 00
وقد يكون سبب إطالة الحديث هو زيادة الشرح والإسهاب فيه ،
كما لو كان السامع قليل الفهم والإدراك ! أو قد تأتى الإطالة من الداخل فى تفاصيل كثيرة مملة 0
وربما يكون موضوع الحديث كله غير هام ، أو على الأقل لا يستحق كل هذا الوقت الذى ينفق فيه 0
وقد يكون سبب كثرة الكلام ، هو حماس المتكلم لأمر معين ، ويريد أن ينقل الحماس إلى السامع ، ظانا أنه بكثرة الكلام عن الموضوع سيجعله يقتنع به أو يهتم !
وقد يقتنع السامع ، ولكن المتكلم يظل يتكلم ، إما لرغبته فى زيادة التثبيت والإقناع ، أو لأنه يرى أن ما سيقوله هام ويجب أن يقوله ، وإما لأن هناك شحنة فى داخله لا يستريح إلا إذا قام بتفريغها 0
وقد يكون الأمر مجرد طبع فى المتكلم 0 أنه يعيد ويزيد فى كلامه ، عن أى موضوع !
والإطالة فى الحديث قد تؤدى إلى الملل ، وإلى الضيق ، فيسرح السامع ولا يهتم ، أو يحاول التخلص من هذا الحديث بطريقة ما ، أو يهرب من المتكلم كلما صادفه ، إن كانت كثرة الكلام طبيعية فيه 0
وكثرة الكلام فيها عدم مراعاة لوقت السامع ومشغولياته ، وعدم مراعاة أيضا لنفسيته 0 وأعصابه ، ولنوعية فهمه 000
لذلك درب نفسك على أن تتكلم بميزان 0
ولاحظ سامعك ، ولا تجعله يمل من حديثك 00 وإن فهم قصدك ، لا داعى أن تكرر أو تطيل 0
ولا تعط موضوعا وقتا أكثر مما يستحق 0
وابعد عن الكلام فى التافهات 0