كل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التى تعطى وتبذل ، والتي تريح وتفرح كل من يقابلها . ولكن هل كل إنسان يستطيع أن يحتمل غيره إذا أخطأ إليه ، ولا يفقد محبته أمام الإساءة ، أو أمام ما يظنه أنه إساءة … ؟ أن الرسول يقول : " المحبة تحتمل كل شيء … المحبة لا تسقط أبداً . مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة … " (1كو 13 ) .
إن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله ، الذي فيما نحن بعد خطاة مات لأجلنا … نكران بطرس للمسيح ، لم يستطع أن يغير محبة المسيح لبطرس ، فبقيت كما هي … كل أخطاء أبشالوم وخيانته وحربه لآبية ، كل ذلك لم يغير من محبه داود له ، الذي ليس فقط أحتمله ، إنما قال : " رفقاً بالفتي أبشالوم ، بل بكي عليه بطريقة مؤثرة للغاية.
ومحبة داود كما احتملت أبشالوم ، احتملت شاول الملك أيضاً وكل متاعبه . وكم كان مؤثراً رثاء داود لشاول الذي أراد قتله مراراً … انظروا إلى محبة آلام لأبنها : إنها لايمكن أن تسقط مهما أخطأ الابن ، بل تحتمل كل شيء يصدر منه ، وتبقى المحبة كما هي …
المحبة التى " لا تطلب ما لنفسها ، هي التي يمكنها أن تحتمل كل شيء … أما الذي يتمركز حول ذاته ، فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي . وإن أحب ، لا تستطيع (محبته ) أن تحتمل كما ينبغي .
احتملوا إذن أخطاء غيركم ، كما يحتمل الله أخطاءكم .
احتملوا لا في ضيق ، ولا في مرارة قلب ، إنما في حب ، شاعرين أن كل إنسان له ضعفاته ، وربما له أعذاره أيضاً التي لا تعرفونها …
اختبروا محبتكم بهذا الاحتمال ، لتعرفوا مدي سلامتها.