رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا موسى الأسود حكي سيدنا الحبيب الأنبا أنطونيوس مرقس اسقف افريقيا القصة التالية عن القديس القوى الأنبا موسى الأسود:- كان نيافتة راهبا يحمل إسم أبونا أنطونيوس البراموسى، وكان مسئولا عن زيارات الأجانب متحدثى الإنجليزية إلى الدير حيث يتحدثها نيافته بطلاقة، فإستقبل يوما وفدا كله من الكنديين المسنين، أتوا لزيارة مصر من مدينة تورونتو، وما أن هبط أحدهم سلم السيارة ورأى أبونا الراهب أنطونيوس حتى إندفع إليه مسرعا متسائلا: هل هذا هو دير البرموس؟ هل أنت متأكد أنكم هنا تحتفظون بجسد القديس العظيم موسى الأسود؟ كان الرجل طاعنا فى السن ويمشى متكأ على عصاته، ولكنه بدى نشيطا فأخذ يدفع بأبينا الراهب ساحبا إياه من يده ليرشده إلى مكان الرفات المقدس !!، تعجب الراهب من حماسة الرجل الكندى المسن وسأله أن يتريث قليلا حتى يتمكن من تقديم واجب الضيافة وحتى ترتاح بقية الجماعة قليلا فى قصر الضيافة من عناء السفر، ولكن الرجل كان مصرا: لا لا، ماجئت هنا لراحة أو من أجل ضيافة، من فضلك أريد أن أزور جسد العظيم موسى الأسود. شعر أبونا أنطونيوس بإصرار الرجل فسقط من يده، وسلم المجموعة لراهب آخر ومضى بصاحبنا الكندى المسن إلى الكنيسة حيث جسد القوى القديس موسى الأسود، الذى مارآه الرجل حتى إرتمى عليه وسط نهر من الدموع ووابل من الميطانيات المتواترة التى لا تتناسب وسنه قط ولا حالته الصحية وبنيته الجسدية وكان أبونا الراهب يقف مذهولا، ولكنه أشفق على الرجل فإحتضنه مستوقفا إياه، حيث شعر بكل جسده ينتفض إثارة، ولكنه أخيرا نجح فى تهدئة الرجل وراح يستمع منه إلى قصته، ولماذا كل هذه المحبة العارمة نحو رجل قديس ليس من جنسه، ومات منذ أكثر من خمسه عشر قرن من الزمان ! مرضت للموت بسرطان الكبد – هكذا قال الرجل وسط دموعه – وإنتشر المرض بكل جسدى حتى صرت فى شبه غيبوبة ماأفيق منها إلا وأعود إليها، وإلتف حولى أولادى وأحفادى ينظرون منى نظرة الوداع، وقد كتبت لهم وصيتى الأخيرة وكتبوا هم لى نعيي وإتفقنا على ترتيب الجنازة، كنت نائما بين الغفوة ومايشبهها بحجرة لإنتظار الموت بمستشفى تورنتو العام لا أرى وجه الممرضة إلا للمواساة وحقنة المورفين إتقاءا للألم المبرح. كنت أنتظر الموت فى كل لحظة حتى مر بي راعى كنيسة (شابيل) المستشفى وراح يقرأ لى بعض آيات من الكتاب المقدس كعادته كل ليلة، ولكنه فى هذه الليلة أزاد عليه بعضا من قصص الآباء راح يقرأها من كتاب بعنوان (آباء صحراء مصر)، وكانت قصة موسى الأسود،،،،،،،جديدة على أسمعها لأول مرة، وتعجبت كيف أن التوبة قد أعطته قلبا جديدا وكيف تغيرت حياته. وما تركنى راعى الكنيسة حتى سرحت بفكرى رافعا قلبى: أيها القديس العظيم موسى الأسود، لقد منحك ربنا يسوع قلبا جديدا غير كل حياتك، فهل من العسير أن تطلب لى كبدا جديدا ؟ أليس تغيير الكبد أسهل من تغيير القلب ؟، قلت هذا ثم رحت فى غفوة أفاقتنى منها يد حانية تربت على كتفى، وصوت لطيف يداعبنى مطمئنا: إطمئن عزيزى، لقد إستجاب لك الرب يسوع وسمع طلبتك، أنت الآن تملك كبدا جديدا، لقد إستبدل الرب لك الكبد المريض بكبد طفل وليد. ولما إلتفت إلى محدثى وجدت رجلا نورانيا بوجة داكن البشرة لطيف الملامح، حلو الإبتسامة يقف بجوار سريرى معلنا عن ذاته: أنا موسى الأسود. وما عاوده الطبيب فى الصباح، إلا وقد أصابته الدهشة إذ يرى الميت قد قام والكبد قد تبدل وكل التحليلات الطبية والأشعات تدل أن للرجل كبدا جديدا أهداه له القديس موسى الأسود. قل لى أيها الأب الفاضل، هكذا سأل الرجل أبونا أنطونيوس البرموسى، ألا يحق لى أن أنفعل الآن وأنا ألتقى بالقديس موسى الأسود فى ديره ؟ لقد نذرت أن آتى إليه من كندا كل عام ما حييت، لأقدم له الشكر. بركة صلاة هذا القديس العظيم القوى تكون مع جيعنا ولربنا المجد الدائم أبدياً آمين. فيلم حياة الانبا موسى الاسود ساعة على الهوا: معنى في حكاية .. القديس موسى الأسود |
|