التوبة درجات و خطوات يسير فيها الإنسان :
1-الخطوة الأولى هى الشعور بسوء الحالة و الرغبة فى تغييرها ، كما حدث بالنسبة إلى الإبن الضال ، الذى رجع إلى نفسه ، و شعر بأنه يكاد يهلك جوعاً ، ووجد أن الحل الأمثل
هو فى الرجوع إلى أبيه 0
2-الخطوة الثانية هى ترك الخطية ، و الإبتعاد عن كل الطرق المؤدية إليها 0 و المقصود بترك الخطية ، ليس ترك خطية معينة و إنما ترك الخطية عموماً 0
3-و فى هذه النقطة يبدأ الإنسان يكتشف نفسه 0
و كلما ينمو فى الروح 0 يكتشف أخطاء جديدة له لم يكن يدركها من قبل ، فيعمل على تركها 0 و هكذا يدخل فى مراحل كثيرة من تنقية النفس ، حتى ترجع إلى صورة الله
3-و ترك الخطية فى حياة التوبة ، ينبغى أن يكون تركاً دائماً ثابتاً فلا يرجع إلى الخطية مرة أخرى 0 و هكذا كانت توبة القديسين 0 لم نسمع أن أوغسطينوس رجع إلى الخطية مرة أخرى 0 و كذلك موسى الأسود ، ومريم القبطية و بيلاجيه 0 كانت التوبة فى حياة كل هؤلاء ، تحولاً ثابتاً نحو الله ، و بلا رجعة إلى الخطية
4-على أن كمال التوبة- كما قال القديسون - لا يكون مجرد ترك الخطية ، و إنما يكون كراهية الخطية 0
فالذى يترك الخطية بالفعل ، و لكنه يظل مشتاقاً إليها بالقلب 0 لا يكون قد تاب على وجه الحقيقة ، و لأن قلبه لم يتب عنها و هو معرض أن تحدث له نكسة من جهة الفعل ايضاً 0 و على كل فالقلب هو الأساس و الرب بقول " يا إبنى أعطنى قلبك "
5-و مثل هذا التائب لا يستطيع أن يخطئ ، لأن كل مشاعره ورغباته أصبحت لا تتفق مع الخطية ، و لا تقبلها 0 كما أنه لا يحتاج إلى جهاد للبعد عن الخطية ، لأنه يبعد عنها تلقائياً ، لكراهيته لها 0
6-و التوبة الحقيقية ينبغى أن يكون لها ثمار 0
كما قال الكتاب " إصنعوا ثماراً تليق بالتوبة 00 و أول هذه الثمار محبة لله تملك القلب ، تغير الحياة ، و تثمر بالبر