كثيرون يخلطون فى تصرفاتهم بين العنف و الحزم 0
الحزم مقبول حينما يلزم 0 أما العنف فإنه منفر 00
حينما استشار رحبعام الشيوخ ، و الشباب : نصحه الشيوخ بالموقف اللطيف الطيب ، و نصحه الشباب بالعنف 0 و نفذ الرأى القائل بالعنف 0 و نفذ الرأى القائل بالعنف ، فخسر كثيراً ، و تمزقت المملكة ( 1مل 12 ) و و فشلت سياسة العنف التى اتبعها رحبعام 0
و قد وقف الله ضد عنف فرعون ، صعد صراخ الناس إلى الرب من جراء هذا العنف ، فنزل لإنقاذهم 0
كان عيسو و يعقوب أخوين ، و كان عيسو يمثل العنف ، و كان يعقوب يمثل اللطف و الهدوء 0 و يقول الكتاب إن الله أحب يعقوب حتى قبل أن يولد 00
الإنسان العنيف ، ربما تكون فى داخله قساوة قلب 0 أما الوديع فيتميز بالحنو و الحب و العطف 0
الإنسان العنيف ، ربما تسند عنفه كبرياء داخلية 0 أما الوديع فإنه يكون متواضعاً فى معاملاته 0 و قد أمتدح الرب الوداعة و الإتضاع ، فقال " تعلموا منى ، لأنى وديع و متواضع القلب " 00
العنف يمكنك أن تخضع به الناس بالقوة و تسكتهم ، و لكنك لا تستطيع به أن تكسب محبتهم 0
إنه يصلح لإخضاع الأشرار ، الذين يلزمهم الردع خوفاً من إيذائهم لغيرهم ، و لكنه لا يصلح فى التعامل مع النفوس الهادئة الوديعة ، و يفشل تماماً مع النفوس الحساسة 0
العنف هو السلاح الأخير الذى يلجأ إليه الحكيم ، حينما تفشل كل الوسائل الهادئة 0
و لكنه لا يمكن أن يكون أسلوب التعامل الدائم 0 و ليس من الحكمة البدء بالعنف ، قبل الأساليب الهادئة 0
فرق كبير بين " إنسان عنيف " أى أن العنف قد صار جزء من طبعه ، و إنسان آخر هادئ عموماً فى طبعه ، و لكنه يستخدم العنف للضرورة ، حينما لا تصلح الأمور إلا به 0 هنا نسميه حزماً 00 وأحياناً يوجد حزم بدون عنف 00