لا يكفى أن يكون العمل الذى نعمله خيراً فى أهدافه و إنما يجب أن تكون الوسيلة التى نعمله بها ، و سيلة خيرة و طيبة 0
العنف مثلاً ، و الشدة الزائدة ، و القسوة ، ليست كلها وسائل طيبة للتربية ، أو للحصول على النظام أو الطاعة 0
إنما كثيراً ما تكون وسائل منفرة ، و لا تصلح لكل أحد 0 و يمكن أن يصل الإنسان إلى غرضه بغير عنف و بغير قسوة ، و بوسائل طيبة 00
و الشتيمة أيضاً ليست وسيلة روحية للرد على من يخالفك فى الإيمان ، أو يخالفك فى الرأى 0
إنك بهذا الوضع تخسر من تناقشه 0 و إن كنت كاتباً أو مؤلفاً ، تخسر قارئيك أيضاً 0 و الوضع السليم أن يكون الإنسان موضوعياً فى مناقشة الأمور الإيمانية و العقيدة ، بدون شتائم و إهانات ، لأنه " لا شتامون يدخلون ملكوت السموات " ( 1كو 6 : 10 )
و الهدم ، و الإنتقاد المر ، و محاولة تحطيم الآخرين ، ليست وسائل طيبة للتعبير عن الغيرة المقدسة 0
فالغيرة يمكن التعبير عنها بوسيلة إيجابية بناءة ، تعالج الأمور فى روية ، و فى موضوعية ، و فى دراسة هادئة ، و تقديم حلول مقبولة ، و فى نفس ً الوقت فى محبة 0 لأن الكتاب يقول " التصر كل أمور كم فى محبة " ( 1كو 16 : 14 )
و الإنقسام ليس وسيلة طيبة للعمل الكنسى ، و لا حتى للعمل الإجتماعى أو الوطنى 0
الإنقسام يسبب ضعفاً فى الصفوف ، و هو دليل على عدم التعاون ، و عدم القدرة على معاملة الرأى الآخر ، أو هو برهان على الفشل فى إقناع الطرف الآخر أو فى كسبه 0
و الكتاب يقول " رابح النفوس حكيم " ( أم 11 : 30) 0 إن الحكيم يختار وسيلة طيبة لعمله الطيب 0
لأن الوسيلة الخاطئ ة فيها تناقض مع العمل الطيب0
و العمل الطيب ، إذا كانت وسيلته غير طيبة ، يكون شركة من النور و الظلمة ، و خليطاً من البر و الخطيئة ، و لا يدل على أنه عمل روحى 0 فلتكن وسالتنا طيبة و هادئة وروحية ، أو على الأقل فلتكن غير معثرة و لا خاطئة