وكان هو في المؤخر على وسادة نائماً.
فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما يهمك أننا نهلك
( مر 4: 37 ،38)
جميل أن نرى الرب مع شعوره بالزوبعة ينام مستريحاً على وسادة، وينام نوماً هنيئاً هادئاً، بينما الأمواج تضرب إلى السفينة، والمخاوف تملأ قلوب تلاميذه.
فما أجمل الفرق بينه وبينهم، فهو لم يكن غير مكترث أو غير مُبال بأخطارهم، ولا كان ناقصاً في محبته لهم كما زعموا، وهذا الفرق لم يتأت من كونه ابن الله القدير، بل كإنسان استراح واثقاً في قوة الله وعنايته به وهو في الزوبعة، وحبذا لو تمثل به تلاميذه كما هو مكتوب "يعطي حبيبه نوماً" ( مز 127: 2 ).
فهو من هذا الوجه مثال البساطة المسيحية والاتكال الكُلي على الله، وهو رئيس الإيمان ومُكمله، هذا الذي استطاع أن يقول "بسلامة أضطجع بل أيضاً أنام لأنك أنت يا رب منفرداً في طمأنينة تسكنني" ( مز 4: 8 ).