حقًا من اختبر يوم ميلاده الثاني بالماء والروح وصار ابنًا لله لا يسب حتى يوم ميلاده الجسدي، حاسبًا كل آلامه صلبًا ودفنًا مع مسيحه، وطريقًا ضيقًا يدخل به إلى أبواب السماء المفتوحة، وبهجة القيامة الأبدية.
هنا يلزمنا ألا ننكر أنه مع ما بلغه أيوب من مرارة حتى سب يوم الحبل به، لم يجدف على الله، ولا ندم على تعبده له. مع ما نطق به يكشف عن مرارة نفسه، لكنه خضع لمشيئة الله. إنه تحت الآلام مثلتا!
* بماذا يفهم: "بعد هذا؟" بعد وصول أصحابه... لأن هؤلاء الذين اقتربوا لم يحيوه كمصارعٍ ولم يسألوه: كيف حالك؟ لم يقدموا أدوية للقروح، ولا وقفوا على الثمن الذي ناله أيوب عن كنز فضائله. لم يقولوا له: لا تثبط همتك، فإن معزيك قريب منك، لا تخف فإن عدوك ينهزم. لا تخزى، لأن النهاية ليست ببعيدة، والنصرة على الأبواب.
* ليته هلك اليوم الذي وُلدت فيه"، ليس اليوم الذي خُلق فيه، بل الذي وُلد فيه... فإن الله خلقتي بالصلاح، لكن حواء التي عصت ولدتني في متاعب (تك3: 16). لم يجهل داود ذلك، بل بالروح فهم وقال في مزمور نبوي: "بالآثام حبلت بي أمي، وفي الخطية ولدتني" (مز 51: 5).