رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن الوصية الصعبة في المسيحية، تحمل القوة علي تنفيذها.. لقد قدمت المسيحية للبشرية مثاليات عالية ووصايا سامية، ولكنها في نفس الوقت قدمت قدرة روحية، ومعونة من النعمة، للسير في هذه المثاليات، بسهولة، وبلذة أيضًا.. قدمت للناس حياة الروح، ومع هذه الحياة قدمت الروح القدس ليسكن في الإنسان ويمنحه قوة للسلوك بالروح.. إن وصايا المسيحية تبدو صعبة لمن هو في الخارج، لمن لا يعيش في النعمة، ولمن لم يدخل بعد في شركة الروح القدس. أما المؤمن فإن هذه الوصايا الصعبة تصير شهوة له متعة روحية، ولا يجد فيها صعوبة.. إن المؤمن يلبس "سلاح الله الكامل"، يقاتل به ويغلب.. المؤمن يوقن تمامًا أنه لا يقف وحده في الجهاد الروحي. ويؤمن أن "الحرب للرب، والله قادر أن يغلب بالكثير وبالقليل "ويشعر دائمًا أن قوة إلهية تلازمه وتعمل معه.. لذلك فإن حياة المؤمن هي نصرة دائمة، لأن الله "يقوده في موكب نصرته".. "الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون".. إن الذي يستشعر الفشل، لم يجرب النعمة بعد، ولم يختبر عمل الله فيه، ولا عمل الله معه.. ما أعجب قول الرب لتلاميذه في حديثه عن المعجزات: "الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي. فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها" (يو 14: 12). |
|