العجيب أن يونان وهو في هذا السقوط الروحي صلى إلى الرب.. بأي وجه كان يصلى وهو مختلف مع الله في الوسيلة والأهداف؟! بأي وجه كان يصلىوهو بهذا القلب الخالي من المحبة المغتاظ من تصرفات الله؟! لست أدرى. ولكن يكشف الآمر ويزيده عجبا، أنه كان يصلى ليشكو الله ويبرر ذاته، ويتذمر على هذه المعاملة. طالبا لنفسه الموت، فالموت عنده أفضل بكثير من ضياع كرامته...
إنه أخطأ، ولم يعترف بخطئه، بل على العكس تذمر!! وهكذا صلى وقال "آه يا رب.." بل آه منك أنت يا يونان الذي لا تهتم سوى بنفسك وكرامتك! ماذا تريد أن تقول؟ يتابع يونان صلاته فبقول "آه يا رب، أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضى؟! لذلك بادرت بالهرب إلى ترشيش،لآني علمت أنك اله رءوف ورحيم بطيْالغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر" (يون 4: 2).